كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 2)
والفعل "رجع " هنا استعمله الجارم متعديا فنصب به "رنتها"، وكذلك استعمله
متعدياَ في قوله:
وقفت تجدد آثارها وتنشر للعرب أشعارها
وترجع بغداد بعد الفناء تحدث للناس أخبارها
وفي هذه القصيدة نفسها يفول:
ترد الشبيبة للصالحات وترجع للدين هتارها
وهذا الفعل الثلاثي "رجع" يستعمل لازماً ومتعدياَ، فيقال: رجع الحق إلى
صاحبه، ورجعت أنا الحق إلى صاحبه، وهذا هو الأفصج ان يستعمل "رجع " متعدياً،
فيفال: رجعت الكتاب إلى صاحبه، ولا يفال: أرجعته، إلا في لغة لهذيل ضعيفة.
وعلى تلك اللغة الفصيحة جاء القرآن الكريم، قال تعالى: " دإن زَجَحَثَ أدلًهُ اكَ
طَآيفَةص مِنهُتم " 1 التوبة: 83)، وقال تعالى: " فَرَجَعْتَكَ الَى+ أمِكَ كأَ ئَقَرعَيْنُهَا وَ! تَخزَنَ"
أطه: 0 4)، وقال تعالى: " تَزجعُونَهَآ إن كنُغ صئَدِقِينَ وبئنم " 1 الواقعة: 87)، وقال
تعالى: " فات عَلِشعُوهُنَ مُؤْمَنَمخ فَلَا تَزجِعُوهُنَ إِلَى اَئكفَاَر " 1 الممتحنة: 0 1)، وقال تعالى:
" أَفَلَا يَرويئَ أَلَأ يَزجِعُ إقهِو فؤ،" اطه: 89،، ثم جاء المصدر من الثلاثي أيضا، فقال
تعا لى: " إنَملُفَىَ رخ! ه لَفَادِء! صد! ح! " 1 ا لطا رق: 8،.
ومن ثفافة الجارم اللغوية أيضاًاستعماله الفعل "أمل " مخفف اللام، فقال:
إذا امل الفتى فالهزل جد وإن يئس الفتى فالجد هزل
وأكثر ما يستعمل الناس هذا الفعل مشددأ "أمل" إلى حد ان هذا الفعل
المخفف - مع سلامته اللغوية ومجيء اسم الفاعل واسم المفعول منه مجيئاَ صالحاَ
"أمل ومأمول " - قد خفي على بعض النحاة الأوائل، وهو أبو نزار الحسن بن
صافي بن عبد الله البغدادي، المعروف بملك النحاة، المتوفى (8 إه هـ) فقد أثر عنه
أنه قال: "وأمل، لم أسمعه فعلاً ماضياً"، وقد رد عليه ابن الشجري، وذكر له أنَ
اللغويين حكوه واجازوه، وذكر له شيئاَ من شواهده، ومنها قول المتنبي:
658