كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)
بالأزهر، ومن العلماء الذين لقيهم وأخذ عنهم وأجازوه: السئد عبد اللّه بن إدريس
السنوسي، عالم المغرب ومحدثه، والشيخ محمد بن الأمين الشنقيطي، والشيخ
أحمد بن الشمس الشنقيطي، عالم الفبائل الملثمة، والشيخ شاكر العراقي، والشيخ
طاهر الجزائري، والسئد محمد رشيد رضا، صاحب "المنار" وغيرهم من علماء
الشُنَّة. وكان لهؤلاء أثر كبير في نشأته التي أدَّته إلى أن يستقل بمذهب في علم الحديث.
يفول عنه أخوه الصغير الشيخ محمود محمد شاكر: " إمام من أئمة علم الحديث في هذا
القرن، وهو أحد الأفذاذ القلائل الذين درسوا الحديث النبوي في زماننا دراسة وافية
قائمة على الأصول التي اشتهر بها أئمة هذا العلم في القرون الأولى، وكان له اجتهاد
عرف به في جرح الرجال وتعديلهم، افضى به إلى مخالفة القدماء والمحدّثين، ونصر
رايه بالأدلة البينة، فصار له مذهب معروف بين المشتغلين بهذا العلم، على قفَتهم.
وقد تولى القضاء في مصر أكثر من ثلاثين سنة، فكانت له احكام مشهورة في القضاء
الشرعي، قضى فيها باجتهاده، غير مقلد ولا متبع، وكان اجتهاده في الأحكام مبنئا
على سعة معرفته بالسنَّة التي اشتغل بدراستها منذ نشأته إلى أن لفي ربه ".
وكان في دراسته وتعليقاته على النصوص يدافع عن أحكام الِإسلام وآدابه
دفاعاً تفزَد به، ونطق بالحق الذي يراه غير متهيب ولا متلجلج، بحيث اعلن رجوعه
عن بعض آرائه القديمة، وعلى سبيل المثال: أنَ الشيخ محمد مصطفى المراغي شيخ
الأزهر، كان يرى ان يكون الحساب الفلكي بديلاً عن الرؤية الشخصية في إثبات
اوائل الشهور العربية، فنهض لمخالفته والد الأستاذ أحمد شاكر، وهو محمد شاكر،
من كبار العلماء لعهده، وكان الشيخ احمد ممن يعتفد بدءاً بصحَة فتوى والده،
فكتب مقالات تؤيِّد منحاه عن ئقة جازمة، ثم بدا له بعد التحقيق والترئث ما يخالف
وجهة نظره ونظر والده، فخرج على الناس برسالة كتبها في حياة أبيه يعلن فيها
انتصاره لرأي الِإمام المراغي. (انظر: البيومي، 4/ 126 - 127).
أعماله العلمية:
وقد اشتغل الشيخ أحمد محمد شاكر بنشر نصوص التراث الِإسلامي بدراسة
66