كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 2)

حسين بالجامعة، في طبعة " امين هندية " وهي طبعة مؤوفة، غير محررة، ثم أخرجت
لنا ثلاثة اعمال حول أبي العلاء: الحياة الِإنسانية عند أبي العلاء - مع أبي العلاء
في رحلة حياته - أبو العلاء المعري.
وهذا درس جيد لمن يروم تحقيق نص من نصوص التراث: ان يعيش مع
مؤلفه، فيخبر حياته وأسلوبه، ويعرف مكانة كتابه في فنه، ثم صلته بكتب العربية
الأخرى، وهكذا صنع الشيخ أحمد محمد شاكر حين أخرج "الرسالة" للشافعي،
وشيخنا محمود محمد شاكر حين أخرج "طبقات فحول الشعراء" لابن سلأَم،
وأستاذنا عبد السلام هارون يوم أن توفر على كتب الجاحظ، والسيّد احمد صقر،
يوم ان اظهر كتب ابن قتيبة، والشيخ بهجة الأثري حين أخرج "خريدة القصر"
وعبد العزيز الميمني الراجكوتي في تحقيق "سمط اللاَلي"، وكذلك كان صنيع
المستشرقين.
أما ما نراه اليوم من جرأة بعض خلق اللّه على نشر كتب التراث دون معرفة
سابقة، او دون إلف ومخالطة للمؤلف، فشيء يأباه العلم، ولا يقدم للتراث شيئاً ذ ا
بال، وأستطيع ان أقول دون توقف أو تردد: إن كثيراً من هذا الذي يخرج الَان من
تراثنا محققاً لا صلة له بالعلم، ولا بعلم تحقيق النصوص، سواء كان هذا الذي
يحقق لدراسة جامعية للحصول على شهادة عليا، او كان نشراً علمئاً يراد به العائد
المادي ليس غير.
الأمر الثاني، وهو وثيق الصلة بالأمر الأول، أن بنت الشاطىء خاضت لجة
هذا البحر، وهي مؤمنة بقضية كبرى، هي قضية ذلك التراث العربي، وواجبنا نحو
إبرازه وكشفه وإضاءته، لتقوم عليه الدراسات الصحيحة، فلا دراسة صحيحة مع
غياب النص الصحيج المحرر.
الِإرث العظيم:
ويتصل بتلك القضية الِإيمان بقيمة ذلك الِإرث العظيم الذي انتهى إلينا، وما
فتئت بنت الشاطىء تصرح بذلك فيما دق وجلّ من كتاباتها، وأعرف بعض من
673

الصفحة 673