كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 2)

الرسائل الجامعية .. و.. ساعة ثم تنقضي (1)
الدراسات العليا الجامعية هي أعلى درجات الشُلَّم التعليمي، وهي ذؤابته
وسنامه، وهي غاية كل طالب علم ومنتهى أمله، ثم هي الصورة الصادقة للأمم
وحظها من التقدم والرقي، ولجامعاتنا المصرية في ذلك قدمة وتاريخ واثر (يسعدني
كثيراً أن أرى في المؤتمر العام لمجمع اللغة العربية بالقاهرة الأستاذ الدكتور شوقي
ضيف، وعن يمينه الأستاذ الدكتور ناصر الدين الأسد، وعن يساره الأستاذ الدكتور
شاكر الفحام، وهما من تلاميذه، ومن أعلام الأمة العربية).
والذين شاهدوا مناقشة الرسائل الجامعية في الخمسينات والستينات ثم
يشاهدونها الان يرون فروقاً واضحة بين ما كان وما هو كائن، ولست من الذين يرون
الماضي خيراً كله، وأن الحاضر شر كله، ففي الناس بقايا خير، كما يقول الحافط
الذهبي (سير اعلام النبلاء 7/ 0 25) ولن تخلو الأرض من قائم دئه بحجة، كما يقول
العز بن عبد السلام (البرهان في علوم القرآن للزركشي 1/ 379)، ولكننا بإزاء مقارنة
وموازنة ليست في صالج الحاضر.
ولست اريد من هذه الفروق، الفروق العلمية، فلذلك حديث آخر، وإنما اريد
تلك الفروق التي تتصل بالهيئة التي تتم بها مناقشة الرسائل، ثم بأسلوب بعض
الأساتذة المناقشين في استقبال ذلك الأمر الجلل، وطريقتهم في إدارة الحوار.
__________
(1) مجلة "الهلال"، يو نيه 9 9 9 1 م.
هذا المقال كتبه الراحل د. محمود الطناحي قُبيل وفاته، وكأنه يكتب وصيته الأخيرة.
677

الصفحة 677