كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 2)
يا شجره يا حلوه يا مفرّعه شرفت أعمامك الأربعة
هكذا والله.
ثم تجري المناقشة مصحوبة أيضاَ بتلك الحال من البهجة والتطلق، والمزاح
مع الطالب، ونعم نحن نتبسّط مع أبنائنا في المرحلة الجامعية الأولى، بلون من
المفاكهة، لندفع عنهم اسباب الملال، ئم لنغريهم باستقبال ما يرد عليهم من ألوان
العلم، أما في هذا اليوم الكبير فلا، وإن جاء شيء من ذلك فيكون في أضيق
الحدود.
وأسوأ ما يكون هو التوجه إلى الحضور بنوع من طلب الرضا والاستحسان،
أو التماس التأييد والنصرة، وكل ذلك يجر إلى المشاركة فىِ المناقشة، وهذا عيب
قادح فادح، فالكلام في هذه المواطن إنما يكون للجالسين على المنصة والطالب
ليس غير.
اما ما يكون من تقارُض الثناء بين أعضاء المناقشة، فهو باب واسع جداً،
واظهر ما فيه قول المناقق الثاني: إن زميلي الجليل الذي سبقني قد كفاني مؤونة
الكلام في كثير من القضايا، وهذا الكلام قد يكون صحيحاَ، ولكن استفاضته وتفشيه
وتتابع المناقشين عليه أذهب الثقة به.
فهذا ما كان من حديث المقارنة بين الهيئة التي كانت تتم عليها المناقشات في
الماضي، والهيئة التي تتم عليها الآن.
حد! ا عجيب:
أما الحديث عن اسلوب بعض الأساتذة المناقشين في استقبال ذلك الأمر
الجلل، وطريقتهم في إدارة الحوار، فهو حديث عجب، ولا سبيل إلى استقصائه
وبلوغ الغاية منه، وأول ما تأتيك به المقارنة بين ما كان وما هو كائن في هذا الصدد:
أن الأستاذ المناقق فيما مضى كان يدخل إلى المناقشة وهو محتشد، قد أخذ للأمر
عُدَته، وجمع له أدواته، وكانت مناقشته تطول جداً؟ لأنه أعطى الرسالة حظها من
679