كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 2)

ولكن الفرق بين " ساعة " ذلك الدكتور و"ساعة " هذا الشاعر فرق كبير، فساعة
الدكتور ساعة زمانية، ستون دقيقة ليس غير، اما ساعة الشاعر فيراد بها مطلق
الوقت، الذي قد يتجاوز مدى الساعة الزمانية.
ومن اعجب ما رايته من علامات الاستخفاف أن زميلاَ كان يناقش بجواري
فقال للطالب: واللّه يا بني أنت حظك حلو، أنا قرأت رسالتك في القطار! قطار يا
دكتور؟ كيف يحدث هذا؟ ألا تحتاج إلى مرجع تعوّل عليه أو تصحج منه؟ ولهذا
يدخل الطالب لجنة المناقشة محتشداَ جامعاَ، حتى إذا راى ذلك كله سكن رُوعه،
وهدأت نفسه، ثم تلا قوله تعالى: "! اخًر نَبَيًنَتِ اَلحنُ أَن ثَؤ كاَلُؤْا يَغلَمُونَ أتغَيبَ مَا لبَعُوْا
فِى اَئعَذَا+ اَلمُهِينِ! ى! " اسبأ: 4 1 1.
والشوأة السَّوْآء، بعد ذلك هي هذه العامية القبيحة التي يستكثر منها بعض
المناقشين، ويدير عليها حواره كله، فتسمع مثلاَ أمثال هذه العبارات: واخد بالك من
الحتة دي -خد بالك من الرأي دوّتْ - كده هوّب - إحنا بنتكلم عشان خاطر
نعلمك يا بني -نِبُص نلاءِي (أي ننظر نلاقي).
هذا شيء محزن حقّاً، لا ينبغي السكوت عليه أو المصانعة فيه، ونحن نلم
أحياناَ بالعامية في أسلوب الربط، ولكنها العامية المقبولة، التي تأتي في حدود
ضيقة، لكن الذي نسمعه الان من بعض المناقشين يتعدى أسلوب الربط والحدود
الضيقة، إنه يكاد يسري في أثناء المناقشة كلها، إنك لو أغمضت عينيك، وسمعت
بعض المناقشين لظننت أنك في موقف أحمد حلمي أو القُللي، والمناي ينادي:
واحد دكرنس، واحد المنصورة، وقد سرت هذه العدوى إلى شباب المعيدين،
طلبت يوماَ من احدهم شيئاً، فقال: حاضر يا عسل! فقلت: ما هذا يا بني؟ لا ينبغي
أن تستعمل مثل هذه الألفاظ، فقال: لقد سمعتها من فلان وفلان وفلان، وذكر
اسماء كبيرة، فلما سمعت هذا قلت له: خلاص يا حلاوة - براءة - أنت كده في
السليم، فنطر إلي نظرة انتصار، فهممت ان أقول له: " متبصليش بعين ردئهْ شوف إيه
اللي عملته في شرح الألفيه " (بالمناسبة أنا مدرس نحو، ادرس لطلبتي شرح ابن عقيل
681

الصفحة 681