كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 2)
على الفية ابن مالك، ولا ارضى به بديلاَ)، وهكذا يتسلل إلينا البلاء، وتسري بننا
العدوى، فلا نملك لها صرفاَ ولا تحويلاَ:
تثاءب عمرو إذ تثاءب خالد بعدوى فما اعدتني المُؤَباءُ
ورحم الله شيخنا أبا العلاء، والبيت من قصيدة باذخة، اطلبها في اللزوميات،
واقراها واقرئها تلاميذك.
ومع هذه العامية البغيضة التي ذكرتها، ف! ن بعضهم يتحرى الفصحى، ولكنه
يُخلط تخليطاَ شديداَ في أبنية الأسماء والأفعال، ثم يلحن ولا يعطي الِإعراب حقه.
وإذا كنا قد أخذنا على بعض المناقشين الليونة والاستخفاف، فإننا نأخذ على
بعضهم ايضاَ اصطناع الشدة والفسوة، واللجوء إلى الصياح والجلبة وقعقعة السلاح،
والنظرإلى الطالب على انه ذبيحة يتناولها بالمدى والسكاكين، ومحاولة إحراجه
وإلجائه إلى اضيق الطرق، ثم ما يكون من تضييع الوقت في أشياء هينة، كالحديث
عن علامات الترقيم والأخطاء المطبعية، والفرق بين المصادر والمراجع، ثم
التهويش بما لا دليل عليه، كأن يفول المناقش: لقد سكتّ عن أشياء مهمة لضيق
الوقت! إن الأشياء المهمة يا زميلي العزيز لا ينبغي تجاهلها أو السكوت عليها، وإلا
فلم كانت هذه المناقشات العلنية؟ ثم إن مثل هذا الكلام يوقع الطالب في حرج: لأنه
يوحي للحاضرين أنه قد وقع في الخطأ إلى أذنيه، ثم هي إلصاق تهم لا يستطيع ان
يدفعها عن نفسه.
وامر آخر خطير جداَ: إن المشرف قديماَ كان يشترك مع زملائه في مناقشة
الطالب، وتدور مناقشته حول مخالفة الطالب عن أمره فيما رسمه له من خطة
الرسالة، أو بأنه حين قرأ الرسالة كاملة ظهرت له جهات من النقص يرى ضرورة تنبيه
الطالب عليها، وأذكر أن الأستاذ عمر الدسوقي، وكان مشرفاَ على اخي وعشيري
عبد الفتاح الحلو، رحمهما الله جميعاَ، أذكر أنه حمل عليه حملة شديدة في
المناقشة، فاقت مناقشة الاخرين: الدكتور عبد الحكيم بلبع رحمه اللّه، والدكتور
عبد القادر القط، أطال اللّه في عمر 5. أما الَان فالمشرف يتعصب جداَ للطالب،
682