كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 2)
ويسوؤه أن يعرض له احد بنقد او ذم، وكأنه هو كاتب الرسالة، وهذا لا يصج،
فالمشرف يجب عليه ان يخلي بين الطالب ومناقشيه إلا إذا اقتضى الأمر توضيح
مبهم، او رفع التباس، ويحسن أن يكون هذا بعد انتهاء المناقشة، حتى لا يسقط
الثفة بالمناقشين.
ومن اسوأ ما تراه الان من تعصب بعض المشرفين انه إذا رأى حدة من بعض
المناقشين اتجه إلى الطالب وغمز له بعينيه، يعني "فؤَت "، وهذا شيء رديء جداً،
يراه الحاضرون بوضوح، ويخرجون يتندرون به، فيقولون: "شفت لما الدكتور غمز
له بعينه "! ها هَا هَأ.
لا يجوز:
ومن هموم هذه المناقشات الجامعية ايضاَ: ان بعض الرسائل تتناول شخصيات
معاصرة تعيش بيننا الان، وتدعى تلك الشخصية لحضور المناقشة، وفي رأيي ان
ذلك لا يجوز لأنه ربما تعرض احد المناقشين لنفد تلك الشخصية أو القسوة عليها،
فيكون في ذلك حرج على الجميع، وأذكر ان صديقاً لنا أعد رسالة عن شيخنا محمود
محمد شاكر -بزد الله مضجعه - وكان ذلك في حياته، ودعي شيخنا لحضور
المناقشة، فأبى وقال: لا احب ان أضع الأساتذة في حرج، أو أضيق عليهم سبل
القول.
وما بقي من شجون هذه المناقشات الجامعية إلا امران:
الأول: تفدير درجة الرسالة، وفي هذه المسألة مداخلات كثيرة، أعرف بعضها
وأُعرض عن بعض، فالذي أعرفه منها: ان بعض المناقشين - بدواعي إدخال السرور
على المشرف والطالب والحضور- يوحي في اثناء المناقشة بما سيكون عليه
التقدير، حتى إذا أعلن يكون قد فقد حرارة المفاجأة ونشوة الفوز، ومن ذلك أ ن
درجة الامتياز ومرتبة الشرف الأولى قد كثرتا جداً، ولو اجريت إحصاء بين الامتياز
وجيد جداً، لوجدت الدرجة الأخيرة ضئيلة بالنسبة إلى أختها.
683