كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 2)

يسرقون ويدينهم القضاء، ثم لا تفعل الجامعة معهم شيئاً، فمن حق هذا الطالب
السارق ان ينشد قول الشاعر:
سرقتُ مالَ ابي يوماَ فأدَّبَني وجُلَّ مالِ أبي يا قومنا سَرَقُ
والأمر الثاني: أن مقدم الرسالة يتلقى تصحيحات كثيرة وتعديلات كثيرة على
رسالته، وبعد ان يحصل على الدرجة والتقدير، يخرج وكأن شيئا لم يكن، وحين
يطبع الرسالة ويخرجها إلى الناس لا يعتني كثيراَ بالِإصلاحات التي قدّمها له أساتذته،
بل إن بعضهم يبلغ به اللؤم انه حين يخرج الرسالة كتاباَ مقروءاَ يُسقط منها الشكر
الذي قدمه للمشرف وللمناقشين، ومن العجب ان بعض الذين يفعلون هذا شباب
طيبون، وأصحاب فضل وعلم، ولكنها العدوى التي تجتاح الناس كالوباء العام.
والرأي عندي أن الطالب لا يُجاز على رسالته الِإجازة المشفوعة بالدرجة إلا
بعد أن يقدم نسخة من رسالته محررة ومستفيدة من إصلاحات أساتذته، فإذا ما
اخرجها للناس بآفاتها وبإسقاط أسماء مشرفه ومناقشيه سُحِبت منه، وأعلنت فضيحته
على الناس.
فيا زملاءنا الأعزاء: أعرف ان عندكم علماً كثيراَ، ولكني أدعوكم أن تخرجوه
للناس ولا تضنوا به، واعلموا أن ما تؤجرون عليه من المجلات الغنية، وبرامج
التلفزيون الخليجية إنما أخذتموه باسم الجامعة الضخم، وبالطيلسان الجامعي
الفضفاض، فأنتم في الأصل معلمون، فأعطوا الجامعة حقها عليكم، وأخلوا
وجوهكم لطلبتكم، واعطوهم حظهم من العناية والتوجيه، وخُذوهم بالجد، ثم
أعيدوا للرسائل الجامعية بهاءها ووقارها وشرفها.
أقول قولي هذا وأستغفر النّه لي ولكم.
ل!! برظلأ
685

الصفحة 685