كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 2)

لكني اشهد ان بعض هذه الندوات تعالج قضايا جادة، وتتناول شخصيات
كبيرة، وانها يُعَدّ لها إعداداَ جيداَ، ولكن يُفسد ذلك كله المصانعة والاستخفاف،
والمشاركة دون الاحتشاد وامتلاك الأدوات، " وانظر الكلمة الأخيرة في عدد سابق
من الهلال لأستاذنا الدكتور الطاهر أحمد مكي".
ثم أشهد أيضاً أن من بين هؤلاء "الندواتية " أناساَ أهل فضل وعلم، ولو أنفقوا
هذا الوقت مع تلاميذهم في الجامعة، أو مع كتبهم وتصانيفهم لكان ذلك أنفع
وأجدى على الفكر والأدب؟ لأن كثيراَ مما يطرح في هذه الندوات ومثلها المؤتمرات
العلمية كلام في كلام، وفديماً ما نبَّه الناس إلى ان كثرة القول مفسدة للعمل، فقال
القائل: "زيادة القول تحكي النفص في العمل "، وقال أبو العلاء في لزوميَّاته:
إذا كثُر الناس شاع الفسادُ كما فسد الفولُ لما كثُرْ
واللّه أعلم.
***
700

الصفحة 700