كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)

6 - العبر في خبر من عبر (1)، للحافط الذهبي المتوفى سنة 748 هـ، وهو
مختصر لكتابه الكبير "تاريخ الِإسلام"، حفق الأستاذ منه الجزئين الثاني والثالث.
وطبعا بالكويت سنة 1961 م.
7 - العفد الثمين في تاريخ البلد الأمين (مكة) لتقي الدين الفاسي المتوفى
سنة 832 هوهو أكبر موسوعة في تاريخ مكة ومن عاش فيها أو دخلها أو سكنها من
العلماء والفقهاء والشعراء والأدباء وغيرهم. حذا فيه مؤلفه حذو الخطيب البغدادي
في تاريخ بغداد، والحاكم النيسابوري في تاريخ نيسابور، وابن عساكر في تاريخ
دمشق، والسمعاني في تاريخ مرو. والكتاب في ثمانية أجزاء، حقق الفقيد العزيز منه
الأجزاء من الثاني إلى السابع، وأعجلته المنية عن إتمام الثامن. وقد كان في نيته
رحمه الله أن ينشر "ذيل العفد" لابن فهد المكي تلميذ الفاسي. وقد رأيت بعيني مدى
ما كابده الأستاذ من جهد في تحقيق الكتاب. ومكة البلد الأمين مهوى الأفئدة
ومطمح الأنفس، ارتبطت أرضها الحرام بأداء ركن من اركان الِإسلام، فلن تجد
عالماَ من علماء الِإسلام إلا وردها حاجّاَ مجاوراَ. ومن هنا كثرت تراجم هذا
الكتاب، وانفسج مجال القول امام الفاسي، فأكثر من النقول والنصوص، ونقل
أسماء المترجمين ووفياتهم من أحجار القبور (وتلك منزلة عليا في درجات
التأريخ). فكان لزاماً على من يتصدى لتحقيق مثل هذا العمل ان يشارف ذلك
المستوى في التحقيق والتوثيق. وقد فعل الرجل، ورجع إلى مصادر الفاسي،
مطبوعها ومخطوطها - وما أكثره - وصحج كثيراَ من الأسماء والبلدان.
وقد كان رحمه الله حجة في ضبط الأعلام والأنساب. وعلى هذا الذكر أقول إ ن
الأستاذ كان كثير الرجوع في ضبط ا لأعلام إلى " تاج العروس " للمرتضى الزبيدي، وكان
دائم الِإشادة بالتاج فيما يتصل بذكر الأعلام والأنساب والألقاب والبلدان. وكان يقول
لي كثيراَ: إن هذه فضيلة للتاج عري عنها " لسان العرب " لابن منظور. وقد ابتدأ طبع
العفد الثمين بالقاهرة سنة 1959 م، وحفَق الفقيد الجزء الثاني عام 1962 م.
__________
(1) انظر في ضبط اسم الكتاب ص 297، في مقالة الطناحي حول الهجرة وكتابة التاريخ الإسلامي.
79

الصفحة 79