كتاب الجرح والتعديل - اللاحم

عن الشاميين فصحيح، وما روى عن أهل الحجاز فليس بصحيح" (¬١).
وقال ابن معين: "إسماعيل بن عَيَّاش ثقة فيما روى عن الشاميين، وأما روايته عن أهل الحجاز فإن كتابه ضاع فخلَّط في حفظه عنهم" (¬٢)، وقال أيضا: "إذا حدث عن الشاميين وذكر الخبر فحديثه مستقيم، وإذا حدث عن الحجازيين والعراقيين خلَّط ما شئت" (¬٣).
وقد توارد على هذا المعنى جماعة من الأئمة، كعلي بن المديني، ودحيم، وعمرو بن علي الفَلَّاس، والبخاري، وأبي زرعة، وابن عدي (¬٤).
ومن هذا الضرب أيضا: بَقِيَّة بن الوليد الحمصي، قواه الأئمة فيما إذا روى عن الثقات، وصرح بالتحديث، لكن ذلك فيما يرويه عن أهل الشام، قال عبد الله بن علي بن المديني: سمعت أبي يقول: "بَقِيَّة صالح فيما روى عن أهل الشام، وأما حديثه عن عبيد الله بن عمر وأهل الحجاز والعراق فضعفه فيها جدا" (¬٥).
وقال ابن عدي: "صفته في روايات الحديث كإسماعيل بن عَيَّاش، إذا روى عن الشاميين فهو ثبت، وإذا روى عن المجهولين فالعهدة
---------------
(¬١) "الكامل"١: ٢٨٨، وانظر: "علل المروذي" ص ١٤١، و"الجرح والتعديل"٢: ١٩٢، و"الكامل"١: ٢٨٩.
(¬٢) "تاريخ بغداد"٦: ٢٢٦.
(¬٣) "تهذيب الكمال"٣: ١٧٤، وانظر: "العلل ومعرفة الرجال"٣: ٩، و"الجرح والتعديل"٢: ١٩٢، و"الكامل"١: ٢٨٩.
(¬٤) "سؤالات ابن أبي شيبة" ص ١٦١، و"التاريخ الكبير"١: ٣٧٠، و"الجرح والتعديل"٢: ١٩٢، و"الكامل"٢: ٢٩٢، ٢٩٦، و"تاريخ بغداد"٦: ٢٢٦، و"تهذيب الكمال"٣: ١٧٦ - ١٧٨، و"شرح علل الترمذي"٢: ٧٧٣.
(¬٥) "تاريخ بغداد"٧: ١٢٥.

الصفحة 109