كتاب الجرح والتعديل - اللاحم

حفظه- فوقع في أغلاط، قال أحمد: "حديث الأوزاعي عن يحيى مضطرب" (¬١)، وقال أيضًا: "لم يكن يحفظه جيدا، فيخطئ فيه، وكان يروي عن يحيى، عن أبي قِلَابة، عن أبي المُهَاجِر، وإنما هو أبو المُهَلَّب" (¬٢).
وذكر لأحمد حديث الأوزاعي، عن يحيى عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل: متى كنت نبيا؟ ... "، فقال: "هذا منكر، هذا من خطأ الأوزاعي، هو كثيرا ما يخطئ عن يحيى بن أبي كثير ... " (¬٣)، وكذا أشار أبو داود إلى خطئه في روايته عن الأوزاعي (¬٤).
فهذا الكلام في رواية الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير يراعي فيه حال الأوزاعي بصفة عامة، فقد كان حافظا متثبتا، وأخطأ في بعض حديثه عن يحيى بن أبي كثير، فهو فيه أيضا ثقة، بل هو عندهم معدود في كبار أصحاب يحيى بن أبي كثير، كما نص عليه جماعة من النقاد، منهم أحمد، وأبو داود، وابن معين، وعلي بن المديني، وأبو زرعة، وأبو حاتم (¬٥).
---------------
(¬١) "مسند يعقوب بن شيبة" ص ٦٨.
(¬٢) "شرح علل الترمذي"٢: ٦٤٥، وانظر: "سؤالات الآجري لأبي داود"٢: ٢٠٢.
(¬٣) "علل المروذي" ص ١٥٠، والحديث أخرجه الترمذي حديث (٣٦٠٩)، والحاكم ٢: ٦٠٩، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"٢: ٢٢٦، والبيهقي في "دلائل النبوة"٢: ١٣٠، من طرق عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي به.
(¬٤) "سؤالات الآجري لأبي داود"٢: ٢٠٢.
(¬٥) "تاريخ الدوري عن ابن معين"٢: ٦١٨، ٦٥٣، و"سؤالات الآجري لأبي داود"٢: ٣٨، و"الجرح والتعديل"٩: ٦٠، ٦١.

الصفحة 440