كتاب الجرح والتعديل - اللاحم

ونص جماعة من النقاد على أن أبا معاوية محمد بن خازم الضرير هو المقدم في الأعمش بعد سفيان الثوري (¬١)، وأما في غير الأعمش فقد تكلم في روايته، قال أحمد: "أبو معاوية الضرير في غير حديث الأعمش مضطرب، لا يحفظها حفظا جيدا" (¬٢).
وهذا المعنى توارد عليه جمع من النقاد غير أحمد، منهم ابن المديني، ومحمد بن عبد الله بن نُمَيْر، وعثمان بن أبي شيبة، وعبد الرحمن بن خِرَاش (¬٣).
وقد نصوا على بعض شيوخه، فقال أبو داود: "قلت لأحمد: كيف حديث أبي معاوية، عن هشام بن عروة؟ قال: فيها أحاديث مضطربة، يرفع منها أحاديث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - " (¬٤).
وقال أبو داود أيضا: "سمعت أحمد يقول: كان أبو معاوية يخطئ في غير شيء عن عبيد الله ... " (¬٥).
وكذا قال ابن معين: "روى أبو معاوية، عن عبيد الله بن عمر أحاديث مناكير" (¬٦).
فهذا الكلام في أبي معاوية لا ينظر إليه وحده، بل لابد من مراعاة حاله في الأعمش، فهو فيه ثقة ثبت، وهو في غيره ثقة أيضا، مع ماله من أوهام، قال ابن مُحْرِز: "سألت يحيى عن أبي معاوية، قلت: كيف هو في غير حديث الأعمش؟ فقال: ثقة، ولكنه يخطئ" (¬٧).
---------------
(¬١) "شرح علل الترمذي"٢: ٧١٥، و"تهذيب التهذيب"٩: ١٣٨ - ١٣٩.
(¬٢) "العلل ومعرفة الرجال"١: ٣٧٨، ٢: ٣٧٤.
(¬٣) "تهذيب الكمال"٢٥: ١٢٨ - ١٣٢، و"شرح علل الترمذي"٢: ٨١٢.
(¬٤) "مسائل أبي داود" ص ٤٠٤.
(¬٥) "مسائل أبي داود" ص ٤٠٤.
(¬٦) "تاريخ الدوري عن ابن معين"٢: ٥١٢.
(¬٧) "معرفة الرجال"١: ٩٦، ١٥٧.

الصفحة 441