كتاب الجرح والتعديل - اللاحم

العلاء، فظن أنه العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، وكان هذا الطريق أسهل عليه، وإنما هو: العلاء بن المسيب، عن أبيه، عن أبي سعيد" (¬١).
ويحتمل أن يكون من هذا الباب رواية بَشِير بن سليمان أبي إسماعيل، عن سَيَّار، عن طارق بن شهاب، عن ابن مسعود مرفوعا: "من أصابته فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته ... " الحديث، هكذا رواه جماعة عن بَشَير، لم ينسبوا سَيَّارا، ورواه آخرون عنه، عن سَيَّار أبي الحكم، ورواه آخرون عنه، عن سَيَّار أبي حمزة، وقد خطَّأ الأئمة من قال: عن سَيَّار أبي الحكم، والصواب: عن سَيَّار أبي حمزة، لكن من الأئمة من أشار إلى أن الخطأ من بَشِير، كان يخطئ في شيخه، ظنه سَيَّارا أبا الحكم العنزي البصري أو الواسطي، إنما شيخه سَيَّار أبو حمزة الكوفي، روى عنه جماعة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأشار بعض الأئمة إلى أن الخطأ ممن دون بَشِير (¬٢).
وأما وقوع الخطأ في التفسير من أحد الرواة ممن دون الراوي عن المشتبه به فله أمثلة كثيرة، من ذلك أن ابن أبي شيبة روى عن وكيع، عن سفيان الثوري، عن عبد الكريم، عمن سمع ابن عمر قال: "يستتاب المرتد ثلاثًا" (¬٣)، ورواه أحمد، عن وكيع قال: حدثنا سفيان، عن
---------------
(¬١) "التاريخ الكبير"٤: ٢٩٥، و"الضعفاء الكبير"٢: ٢٠٦، و"الكامل"٤: ١٣٩٦.
(¬٢) "سنن أبي داود" حديث ١٦٤٥، و"سنن الترمذي" حديث ٢٣٢٧، و"مسند أحمد"١: ٤٠٧، ٤٢٢، و"العلل ومعرفة الرجال"١: ٣٢٩، ٢: ١٠، و"ثقات ابن حبان"٦: ٤٢١، و"علل الدارقطني"٥: ١١٥ (ومصادر تخريجه)، و"تهذيب التهذيب"٤: ٢٩٢، ٢٩٣.
(¬٣) "مصنف ابن أبي شيبة"١٠: ١٣٨، و"سنن البيهقي"٨: ٢٠٧.

الصفحة 517