كتاب تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي
الملك الكامل في ملكه، فله عز وجل الكمال المطلق في أسمائه وصفاته.
"والبقاء"أي والمتفرد بالبقاء، فهو الحي الذي لا يموت، قال تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ} 1، وقال: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ} 2، وقال: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالأِكْرَامِ} 3 فكل شيء إلى الهلاك إلا الله عز وجل.
والعز"فهو تبارك وتعالى العزيز. وللعز معان، منها: القهر، والغلبة، والقوة، والعظمة في أسمائه ونعوته وصفاته تبارك وتعالى.
والكبرياء"أي العلو والعظمة والتعالي والرفعة، فهي كلها من معاني الكبرياء، كما في قولنا:"الله أكبر"، فلا شيء أكبر من الله، كما قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم: " إنما تفر أن تقول: الله أكبر. وتعلم أن شيئاً أكبر من الله؟ " 4. فالله عز وجل له الكبرياء، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده: " سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة " 5، يسبح الله عز وجل بهذه الأمور الدالة على كماله وعظمته سبحانه وتعالى.
الموصوف بالصفات والأسماء، المنزه عن الأشباه والنظراء"وهذا الاستهلال من المصنف ـ رحمه الله ـ من أروع ما يكون، ففيه تقرير إجمالي لمعتقد أهل السنة في باب الأسماء والصفات، وأنه قائم على أصلين،
__________
1 الآية 58 من سورة الفرقان.
2 الآية 88 من سورة القصص.
3 الآية 27 من سورة الرحمن.
4 أخرجه الترمذي رقم 2953 وقال حسن غريب، وأحمد 4/378، وابن حبان رقم 7206
وانظر: كتاب فقه الأدعية والأذكار " القسم الأول " ص280 ـ 289
5 أخرجه أبو داود رقم 873، والنسائي رقم 1049، 1132، وأحمد 6/24 وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود.