كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف
101 -
ا للسابلين! الذين يهمهم الوقوف على العبر والعظات، وتهمهم
الاستفادة من القصص والمثلات.
ا للسابلين! الذين يتأملون في أسباب حوادثهم ونتائجها، والوقوف
على القواعد الاجتماعية، والفوائد التاريخية.
ا للسابلين! الذين يحرصون على العلم والتعلم، ويبحثون عما يجهلونه
حبا منهم في العلم والمعرفة؟ فهم الذين يعتبرون بعواقب الأمور التي تدل
عليها أوائلها ومقدماتها، وأما الذين لا يسألون عما يجهلون، ولا يجتهدون
أن يقفوا على ما يجب الوقوف عليه، بل يستوي عندهم العلم بالشي ءوجهله،
ومن كسلهم أنهم إن جاءهم شيء عرفوه، وإن لم يسمعوا شيئا لم يسألوا عنه،
ولم يأبهوا به؟ فالعلم بالشيء والجهل به سيان عندهم، فهؤلاء الكسالى لا
يعتبرون بما يسمعون من الحوادث، ولا يحفلون بالآيات التي يجب أن يستفيدوا
من التاريخ وحوادث الدهر.
فلهذا كله خص الله -سبحانه وتعالى - الاستفادة من الآيات
"بالسائلين" عنها، دون سواهم " (1).
7/ 78 - العلامات التي أقامها الله في الأنفس والآفاق للدلالة على
وحدانيته وكماله وتنزيهه.
قال أحمد نوفل:
"ومن معاني الآيات: العلامات التي أقامها الله في الأنفس والافاق.
للدلاله على وحدأنيته وكماله وتنزيهه، والايات التي في الكتاب العزيز تشهد
لها الايات التي في كتاب الكون الكبير، وتؤديان معا وظيفة واحدة هي الدلالة
(1) "مؤتمر تفسير سورة يوسف " (1/ 256 و 257).