كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف
-108
"والعصبة والعصابة: الجماعه من الرجال؟ عشرة فصاعدا سموا بذلك؟
لكون الأمور تعصب بهم؟ أي: تشد؟ فتقوى، وذكرها ليس لإفادة العدد فقط،
بل ل! شعار بالقوة؟ ليكون أدخل في الإنكار؟ لأنهم قادرون على خدمته،
والجد في منفعته، فكيف يؤثر عليهم من لا يقدر على ذلك؟ " (1).
قال ابن عاشور:
"وجملة (ونخن عضبة! في موضع الحال من أحب؟ أي: ونحن أكثر
على دا.
والمقصود: من الحال التعجب من تفضيلهما في الحب في حال أن رجاء
انتفاعه من إخوتهما أشد من رجائه منهما؟ بناء على ما هو الشائع عند عامة
أهل البدو من الاعتزاز بالكثرة؟ فظنوا مدارك يعقوب -عليه السلام - مساوية
لمدارك الدهماء، والعقول قلما تدرك مراقي ما فوقها، ولم يعلموا أن ما ينظر
إليه أهل الكمال من أسباب التفضيل غ! ير ما ينظره ممن دونهم " (2).
قال أحمد نوفل:
"يدعي الإخوة أنهم أحق بالأحبية من يوسف؟ لأنهم عصبة، والعصبة
كما في "الكشاف" العشرة فصاعدا، وكما في "مفردات الراغب " الجماعة
المتعصبة المتعاضدة، وفي "النهاية" لابن الأثير من العشرة إلى الأربعين.
والاثنان لا يطلق عليهما لغة عصبة، وكان الإخوة يقولون: نحن عصبة
وليس هذان بعصبة.
(1) "محاسن التأويل)، (6/ 198)، وانظر: "فتح القدير" (3/ 8).
(2) "التحرير والتنوير،) (2 1/ 1 22).