كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف
109 -
وهذا الذي قالوه من أفضليتهم عنوان على فساد مقياسهم، إذ متى
كانت الكثرة عنوان الأفضلية ومعيارها. فمثقال من ذهب خير من مئة من
تراب.
وما أشبه حالهم بقول القائل:
تقول أنا الكبير فعظموني
ألا هبلتك أمك من كبير
إذا كان الغير أعم نفعأ
فما فضل الكبير على الصغير" (1)
8/ 83 - أغلب الناس يسيطر عليهم الوهم.
قال أحمد نوفل:
" ثم لفتة نبه إليها الدكتور حسن باجودة في كتابه: "الوحدة
الموضوعية " عن بروز ضمير المتكلم في هذه الاية، والتأكيد على إظهار
ذواتهم في معرض الحديث عن تشخيص الواقع الذي يعيشون، وانظر كم مرة
تردد ضمير المتكلم في نصف سطر:! أبينا منا ونخن عضبة إن أبانا! وهنا
ننبه إلى أن الوهم قد يسيطر على الإنسان؟ فيقع الإنسان فريسة له، وهذا
الذي حدث مع أبناء يعقوب، وكما يقول الغزالي في "المستصفى"، فإن
أغلب الناس يسيطر عليهم الوهم؟ ولذلك فنحن محتاجون أن نراجع ما عندنا
من قناعات، وما يعشش فينا من مسلمات، فلربما كان الكثير منها مجرد أوهام
لا أساس لها من الصحة على الإطلاق.
(1) "سورة يوسف دراسة تحليلية " (ص 292 - 293).