كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

111 -
قال ابن كثير: "ينبه -تعالى- على ما في هذه القصة هن الأيات والحكم
والدلالات والمواعظ والبينات.
ثم ذكر حسد إخوة يوسف له على محبة أبيه له ولأخيه، يعنون: شقيقه
لأمه بنيامين أكثر منهم، وهم عصبة، أي: جماعة.
يقولون: فكنا نحن أحق بالمحبة من هذين (إن أبانا لفى ضنل مبين! "
أي: بتقديمه حبهما علينا، ثم اشتوروا فيما بينهم في قتل يوسف أو إبعاده إلى
أرض لا يرجع منها، ليخلوا لهم وجه أبيهم، أي: لتمتحض محبته لهم، وتتوفر
عليهم، وأضمروا التوبة بعد ذلك، فلما تمالؤوا على ذلك وتوافقوا عليه
(قال قابل منهم لا تقتلوا يوسف وأتقوه فى غيبت آلجب يقتقاله
بعض آ لسيارة!؟ أي: المارة من المسافرين (إن كنت! فعلإن! ما تقولون لا
محاله، فليكن هذا الذي أقول لكم، فهو أقرب حالأ هن قتله أو نفيه وتغريبه،
فأجمعوا رأيهم على هذا" (1).
وقال أحمد نوفل:
"والغريب أن الإخوة العشرة يجتمعون على قضية لا يليق بمثلهم سنا
وتربية أن يجتمعوا عليها:
وتأمل رجالأ أشداء، أبناء نجي بل أنبياء يعقوب وإسحاق يعقدون مؤتمرأ
غاضبأ صاخبا لأجل حب أبيهم لأخيهم الصغير.
وتأمل كيف جرؤ هذا المقترح على افتتاح هذا المؤتمر الحاقد لولا أنه
رأى هن نفوس إخوانه وهن تصريحاتهم وتلميحاتهم ما شجعه على أن تولى
(1) "البداية والنهاية " (2/ 0 0 2).

الصفحة 111