كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف
121 -
ورضاه، (وتكونوا من بغد! قؤما صنلحين، /!: وتصيروا من بعد يوسف
رجالأ صالحين، حائزين لجميع صفات الصلاح الدنيوي باستئثاركم بحب
أبيكم كله، وبرضاه عليكم بعد اعتذاركم له، وبالتفرغ لتدبير شؤونكم
الدنيوية، وحائزين لصفات الصلاح الديني بالتوبة إلى الله -تعالى-، وبالرجوع
إليه، والاستقامة بعد ذلك على العبادة والتقوى.
وهذا مدخل من مداخل الشيطان التي يخدع بها المؤمنين ويغرهم بربهم
الكريم، ويغريهم على الوقوع في المعصية، ارتكانا على التوبة والصلاح بعد
أن تزل أقدامهم " (1).
9/ 98 - أن الحكمة والفائدة من ذكر هذه الحوادث هي تقرير أصل
التوحيد الهادم لقاعدة الوثنية والشرك.
قال العلمي:
"إن الحكمة والفائدة من ذكر هذه الحوادث وأشباهها: هي تقرير أصل
التوحيد الهادم لقاعدة الوثنية بالفصل بين ما هو دله وما هو لرسله تصويرأ
لحالة الرسل الحقيقية، وهي: أنهم لم يرسلوا إلا مبشرين ومنذرين ما عليهم
إلا تبليغ دين الله وإقامته، وليس لهم من الأمر شيء ولا يملكون لأحد ضرأ
ولا نفعأ، وليس عليهم هدى أحد ولا رشده بالفعل، وإنما عليهم هداية
التعليم والحجة، فلا يهدون من أحبوا، ولا يغنون عنه من الله شيئأ، وإن كان
أقرب الناس وأحبهم إليهم في النسب والمعاملة الدنيوية.
وأما قاعدة وثنية العرب ونحوهم؟ فهي اتخاذ أولياء من العباد يزعمون
أنهم وسطاء بين الله وبين عباده في شؤون الإشقاء والإسعاد والسلب
(1) "سورة يوسف عليه السلام " (ص ه 2 - 26).