كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف
5 2 1
"ضرورة الانتباه إلى بدء تخلق المشاعر السيئة في النفس من أول أمرها
قبل أن تتفاعل وتتضخم وتستفحل ويستطير شرها.
وهذا حال إخوة يوسف مع أخيهم لم ينتبهوا من غفلتهم إلا على
صوت: (آقتلوا يوسف!، ولم يدركوا أنفسهم إلا وهم يخططون لجريمة لا
أبشع ولا أفظع في عرف كل البشر" (1).
9/ 155 - مداخل الشيطان شتى.
قال أحمد نوفل:
"وقفة أخرى مع مداخل الشيطان: كيف يصطنع لكل حالة أسلوبها
ولكل شخص طريقة خطابه، ولينتبه المؤمنون أن إبليس لن ييأس منهم بعد
أن امنوا والتزموا، فقد يفسد عليهم التزامهم بالتنطع أو يالغلو أو بكثرة
الخلاف، أو بالتعالي على المسلمين أو بسوء الظن بهم .. فليحذر المؤمنون " (2).
9/ 156 - الجاه يدعو إلى الحسد كالمال.
قال القاسمي:
"في الآية من الفوائد: أن الجاه يدعو إلى الحسد كالمال، وقد يمنع من
المحبة الأصلية من القرابة ونحوها، بل يجعل عداوتهم أشد من عداوة
الأجانب، وأن الحسد يدعو إلى المكر بالمحسود، وبمن يراعيه، والحسد إنما يكون
برؤية الماكر نفسه أكمل عقلا من الممكور به، وأن الحاسد إذا ادعى النصح
والحفظ والمحبة وأظهر ذلك لم يعتمد عليه، وفي الآية أن من طلب مراده
(1) "سورة يوسف دراسة تحليلية " (ص 4 60).
(2) المرجع السابق (ص 298).