كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

- 128

وقال في الإبل: "مالك ولها، معها سقاؤها وحذاؤها، ترد الماء وتكل
الشجر حتى يلقاها ربها" (1) " (2).
111/ 1 الاكتفاء بما حصل به المقصود.
قال ابن عاشور:
"فكان هذا القائل امثل الإخوة رايا وأقربهم إلى التقوى.
وقد علموا ان السيارة يقصدون إلى جميع الجباب للاستسقاء؟ لأنها
كانت محتفرة على مسافات مراحل السفر، وفي هذا الراي عبرة في الاقتصاد
من الانتقام والاكتفاء بما يحصل به الغرض دون إفراط " (3).
0/ 112 أ- وجود عقلاء ناصحون يقلل من الخطر والمبالغة في الشر.
قال الشاعر:
لا يصلح القوم فوضى لا سراة لهم
ولا سراة إذا جهالهم سادوا
قال ابن عاشور:
"والمقصود من التسبب الذي يفيده جواب الأمر إظهار ان ما أشار به
القائل من إلقاء يوسف -عليه السلام - في غيابة جب هو امثل مما أشار به
الاخرون من قتله أو تركه بفيفاء مهلكة؟ لأنه يحصل به إبعاد يوسف -عليه
السلام - عن أبيه إبعادا لا يرجى بعده تلاقيهما دون إلحاق ضر الإعدام
(1) أخرجه البخاري (2372)، ومسلم (1722).
(2) "أيسر التفاسير" (2/ 596)، وانظر -لزاما-: "الجامع لأحكام القرآن "
(9/ 134 - 136).
(3) "التحرير والتنوير" (12/ 226).

الصفحة 128