كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف
-120
القول لا بقائله، لأن الحق لا يعرف بالرجال، دانما يعرف الرجال بالحق.
0/ 116 ا- الخير مراتب ودرجات والشر منازل ودركات.
إن إلقاء يوسف في الجب التي تمر به القوافل اهون بكثير من قتله ا و
إلقائه في ارض مهجورة ليس فيها إلا الذئاب والسراب.
قال الخازن: "فيه إشارة إلى ترك الفعل؟ فكأنه قال: لا تفعلوا شيئا من
القتل والتغريب، لىن عزمتم على الفعل ولا بد فافعلوا هذا القدر؟ اي:
القاءه في البئر" (1).
17 ا/0 ا-بعض الشر أهون من بعض.
قال السعدي:
"بعض الشر أهون من بعض؟ فحين اتفقوا على التفريق بين يوسف
وأبيه، ورأى كثرهم أن القتل يحصل به الإبعاد الأبدي: (قال قابل منهم لا
تقتلوأ! وسف وأئقوه فى غيبت الجب يلتقاله بغض السيارة إن كنتؤ
معلنن! " ا! رسف:. 11.
فخفف به الشر عنهم؟ ولهذا لما وردت السيارة الماء، وأدلى واردهم دلوه
تبشر بوجوده، وقال: (هذا غنئم).
وكان اخوته حوله، فقالوا: إنه غلام أبق منا؟ وتبايعوا معهم: (وشرؤه
بثمف بخسم درهم معدود! وصانوا فيه من الزهديى!).
لانما قصدهم إبعاده والتكيد على مشتريه منهم، صورة ان يحتفظ به
لئلا يهرب.
(1) " تفسير الخازن " (3/ 266) - المطبوع مع تفسير البغوي).