كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف
- 122
"لفظ اللقيط في الشرع لا يطلق إلا على الطفل الصغير لا على
الكبير" (1).
0/ 120 ا- إخوة يوسف عند فعلتهم ما كانوا أنبياء؟ لأن الأنبياء
معصومون عن التواطؤ على الظلم والبغي:
قال القرطي:
"وفي هذا ما يدل على أن إخوة يوسف ما كانوا أنبياء لا أولا ولا
آخرا (2)؟ لأن الأنبياء لا يدبرون في قتل مسلم بل كانوا مسلمين، فارتكبوا
معصية ثم تابوا، وقيل: كانوا أنبياء، ولا يستحيل في العقل زلة نجي، فكانت
هذه زلة منهم، وهذا يرده أن الأنبياء معصومون من الكبائر على ما قدمناه،
وقبل ما كانوا في ذلك الوقت أنبياء ثم نبأهم الله، وهذا أشبه، والله أعلم " (3).
قال الشوكاني:
"وفي هذا دليل على أن أخوة يوسف ما كانوا أنبياء؟ فإن الأنبياء لا
يجوز عليهم التواطؤ على قتل مسلم ظلما وبغيا، وقيل: كانوا أنبياء، وكان
ذلك منهم زلة قدم، وأوقعهم فيها التهاب نار الحسد في صدورهم، واضطرام
جمرات الغيظ في قلوبهم، ورد بأن الأنبياء معصومون عن مثل هذه المعصية
الكثيرة المتبالغة في الكبر مع ما في ذلك من قطع الرحم وعقوق الوالد وافتراء
الكذب، وقيل: إنهم لم يكونوا في ذلك الوقت أنبياء بل صاروا أنبياء من
(1) "الجامع لأحكام القرآن " (9/ 134).
(2) أما آخرا؟ ففي ذلك نزاع بين أهل العلم، والراجح أنهم صاروا أنبياء وثلام
القرطي يدل على ذلك، والله أعلم.
(3) "الجامع لأحكام القرآن " (9/ 133).