كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف
- 138
بذلك استنزاله عن عادته في حفظه منهم، وفيه دليل على أنه أحسن منهم بما
أوجب أن لا يأمنهم عليه " (1).
قال العلمي:
"كان يعقوب يخاف على يوسف من اخوته ومن كيدهم له، وكانت
تظهر منهم أمارات على ذلك في أعماله وأقواله، ولذلك خاطبوه بهذا
الخطاب " (2).
1/ 122 ا- النصح دليل الأمانة وسببها.
قال البقاعي:
"والنصح دليل الأمانة وسببها؟ ولهذا قرنا في قوله: (ناصخ أمئن!
1 الأعراف:168، والأمن: سكون النفس! إلى انتفاء الشر، وسببه طول الإمهال في
الأمر الذي يجوز قطعه بالمكروه؟ فيقع الاغزار بذلك الإمهال من الجهال،
وضده الخوف: وهو انزعاج النفس مما يتوقع من الضر.
والنصح: إخلاص العمل من فساد يتعمد، وضده الغش.
أجمعا لقراء علىحذف حركةا لرفعفيتأمنلىدغامنونهبعدإ سكانه
تبعا للرسم، بعضهم ادغاما محضا، وبعضهم مع الإشمام، وبعضهم مع الروم،
فىلالة على نفي سكون قلبه عليه حمليهم الصلاة والسلام -، بأمنه عليه منهم
على أبلغ وجه مع أنهم أهل لأن يسكن إليهم بذلك غاية السكون، ولو
ظهرت ضمة الرفع عند أحد من القراء؟ ف! ن هذا الايماء إلى النكتة
(1) "محاسن التأويل،، (6/ 0 0 2)، وانظر: "زاد المعاد،، (4/ 187).
(2) "مؤتمر تفسير سورة يوسف،، (1/ 317).