كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف
-140
قال الزمخشري:
"والمعنى: لم تخافنا عليه، ونحن نريد له الخير، ونحبه، ونشفق عليه، وما
وجد منا في بابه ما يدل على خلاف النصيحة والمتعة، وأرادوا بذلك لما عزموا
على كيد يوسف استنزاله على رأيه، وعادته في حفظه منهم " (1).
قال ابن كثير:
"وهذه توطئة ودعوى، وهم يريدون خلاف ذلك لما له في قلوبهم من
الحسد لحب أبيه له" (2).
1/ 135 ا-قد يتم التستر وراء الدين للتوصل للمآرب الشخصية.
قال العلمي:
"التستر وراء الدين للتوصل للمآرب الشخصية:
الكلمة الأولى في تلك الجلسة المشؤومة: جلسة المؤامرة القاسية على
يوسف أبدوا هذا الرأي الوخيم، إصغاء لنداء الحسد والغيرة والأثرة، ومع
الأسف لم يصغوا لنداء ضمائرهم والا لما افتكروا هذا الفكر الرديء.
ورغما عن أن قلوبهم كانت تناجيهم بأن هذا الفكر سئ، فقد تعاهدوا
عليه، وتواثقوا، وصمموا على إبرازه من حيز القول لحيز العمل، -لولا أ ن
قال قائل منهم بغير مقالتهم، ورأى رأيا غير رأيهم - وقد احتجوا على
الإقدام على هذا العمل الخطير بدفع تشويش معيشتهم مع أبيهم وتفرغه لهم.
وما أشبه هذه المؤامرة بالمؤامرة التي صارت بين البرك بن عبد الله
التميمي، وعمرو بن بكر التميمي، وعبد الرحمن بن ملجم المرادي؟ لأجل
(1) "الكشاف " (2/ 4 4 2).
(2) "نحتصر تفسير ابن كئير" (2/ 242).