كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

155 -
وحيث أن أباهم يعقوب يرتاح لكل ما يعود على ولده المحبوب بالفائدة
انتحلوا لسفره معهم هذا السبب.
5 - كان العرب كثيري الرياضة والألعاب، دعاهم إلى ذلك شهامة
النفوس وحب الفخار والذود عن الشرف والميل إلى الحرب والمبارزة
والركض! وركوب الخيل وسرعة إجابة المستغيث، وما إلى ذلك، وإنا لنرى في
كلام أولاد يعقوب -عليه السلام - ما يشير إلى أن فيهم شيئا من ذلك.
6 - هذا النوع من اللعب، أعني: الرياضة البدنية بأقسامها ليس بمعيب
ولا مستهجن ولا مكروه، فقد كان -لمجي! يتسابق مع عائشة -رضي الله عنها-
فمرة غلبته، وذلك لما كانت خفيفة اللحم، ومرة ثانية غلبها، وهذا حينما
صارت بدينة، وقد ورد ان الني -لمجيم تصارع مع غ! يره، فكان الني -! يو غالبا
وأسلم المغلوب وكان مشركا، وورد أن الني! ك! هو كان يسابق على ناقته
العضباء، وكان إذا سوبق بها لم تسبق، فعظمت في صدور المتسابقين، ولكن
مرة سبقت، فقال -! يو: "ما رفع العباد من شيء إلا وضع الله منه" (1) ... وقال
ابن أبي مليكة: قد ندب الشرع إلى تعليم الصبيان الرمي والشقاق (الخمحام
والجلاد) والصراع وسائر ما يدربهم على حمل السلاح والضرب والكر والفر
وتصلية أعضائهم وتعليمهم البطش والحمية والأنفة من العار والفرار.
إذا تقرر ذلك، فلا مانع عندنا أن يراد (باللعب) المذكور في هذه الاية
أي قسم من أقسام الرياضة المذكورة، وليس يصعب على ذي الطبع السليم
إسناد اللعب بالمعنى المذكور ليوسف، لا سيما إذ لاحظنا انه لم يكن في ذلك
(1) صحيح - أخرجه البخاري في "صحيحه" (2872 وا 655) من حديث أنس
بن مالك -رضي الله عنه-.

الصفحة 155