كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف
-16
إتعذ الإلف-
"بفضل كون القرأن عربيا، أصبحت اللغة العربية بعد الإسلام، لغة
الدين والدولة والعلم، وما يتفرع عن هذه الأصول الثلاثة، من فروع جمة6
كالأدب والتجارة والفن.
وقد رجح الإمام الشافعي في "الأم" (1) وجوب تعميم اللغة العربية،
ووجوب تعلمها على كل مسلم؟ ليفهم القرآن الكريم، الذى هو أصل
الدين ... ولقد كان الصحابة الكرام، ومن اهتدى بهديهم من الفاتحين،
يلقنون الناص الدين على وجه يبعثهم على تعلم العربية من أنفسهم، ولذلك
لم يمض على انتشار الإسلام في بلاد الروم والفرس وبلاد أفريقيا وغربي
أوروبا، زمن يسير، حتى علت اللغة العربية، على لغات هذه الأمم، بل
نسختها كلما تنسخ اية النهار اية الليل، من كير مدارص ولا معلم! ىك!.
ينصرفون إلى تعليم اللغة، وما كان انتشار اللغة بهذه السرعة، إلا بوازع نفسي
يفعل ما لا تفعل السياسة والمدارص، وما اوفف هذا السير؟ إلا ضعف الدول
العربية، ووثوب الأعاجم على عروشها، لىفتاء علماء الأعاجم جمواز العبادة
وقراءة القرآن وأذكار الصلاة باللغات الأعجمية .. 0 (2).
(1) تقدم سياق كلام الإمام الشافعي -رحمه الله- (ص 4 ا -ه 1).
(2) قال الشيخ أحمد شاكر- رحمه الله- في تعليقه على "الرسالة" (ص 49): "في
هذا معنى سياسي وقومي جليل؟ لأن الأمة التي نزل بلسانها الكتاب الكريم، يجب ""."
عليها أن تعمل على نشر دينها، ونشر لسانها، ونشر عاداتها وآدابها بين الأمم الأخرى،
وهي تدعوها إلى ما جاء به نبيها من الهدى ودين الحق، لتجعل من! ذه الأمم الإسلامية
أمة واحدة: دينها واحد، وقبلتها واحدة، ولغتها واحدة، ومقومات شخصيتها واحدة،
ولتكون أمة وسطا، ويكونوا شهداء على الناس.
فمن أراد أن يدخل في هذه الحصبة الإسلامية: فعليه أن يعتقد دينها، ويتبع