كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف
- 166
رابعا: إن في لعب (كرة القدم) صد للمتفرجين، الذين تصل اعدادهم
إلى مئات الألوف، عن ذكر الله، وعن الصلاة، وهذا أمر معروف عند الناس
عامتهم وخاصتهم. وتعاطي ما يصد عن ذكر الله وعن الصلاة حرام.
فكم سمعنا من اناس ممن يتابعون مباريات كأس العالم، انهم يستيقظون
في النصف الأخير من الليل؟ ليشاهدوا المباريات على شاشة (التلفاز)،
وتفوتهم صلاة الفجر؟! وكم من المصلين فاتتهم الصلاة في الجماعات، بسبب
جلوسهم امام (الشاشات)؟! والأدهى من ذلك كله ما يقع فيه اولئك النفر
ممن يسافرون من قطر إلى قطر، او ينتقلون من مدينة إلى اخرى، لحضور
(مباراة)، وقد تكون في وقت (صلاة الجمعة)، وكنت قد نبهت على جرم
هؤلاء في كتابي: "القول المبين في أخطاء المصلين " تحت عنوان: "تخلف الاف
من مشاهدي! رة القدم عن صلاة الجمعة " فقلت ما نصه: "جمهور الكرة
الذين يصل عددهم إلى مئات الألوف، يجتمعون في وقت صلاة الجمعة في
المدرجات، ويناديهم منادي السماء، ولكن! انى لهم ان يستجيبوا له، وقد
تعطلت عقولهم، وماتت احاسيسهم، مقابل ماذا؟! مقابل التعب المقيت
للفرق الرياضية المختلفة " ثم اسهبت في الكلام على محاذير (كرة القدم)، ثم
اوردت أحاديث في الترهيب من ترك صلاة الجمعة، مثل:
عن ابن عباس صضي الله عنهما- قال: "من ترك الجمعة ثلاث جمع
متواليات؟ فقد نبذ الاسلام وراء ظهره " (1).
(1) أخرجه أبو يعلى موقوفا ب! سناد صحيح؟ كما في "التلخي! ص الحبير"
(2/ 53) وغيره.