كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

169 -
وما أجدر هؤلاء المضيعين لهذه الشعيرة من شعائر الله بالضرب
والزجر، ورحم الله ابن الإخوة؟ فإنه قال في حق تارك صلاة الجمعة: "فمن
شغل عنها بتثمير مكسبه، أو لها عنها بالإقبال على لهوه ولعبه، فحد بالآلة
العمرية، التي تضع من قدره، وتذيقه وبال أمره، ولا يمنعك من ذي شيبة
شيبته، ولا من ذي هيئة هيئته، ف! نما هلك الذين من قبلكم إنما كانوا إذا سرق
فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد" (1).
خامسأ: إن مسابقات كرة القدم أصبحت معاول هادمة، استخدمها
أعداء الأمة الإسلامية، وشجعوا عليها للقضاء على معاني العزة والكرامة في
الأمة، حيث بددت الأمة - لأجل الرياضات المختلفة ومنها كرة القدم -
أموالا طائلة، وأضاعت أوقاتا طويلة (2)، لو استغلتها الأمة في الأعمال
النافعة، والصناعات المفيدة؟ لأصبحت الأمة في مقام الدول المتقدمة في
المجالات المختلفة.
بالإضافة إلى أنها شغلت الأمة الإسلامية عن التفكير في جهاد أعدائها،
وقضاياها المصيرية الكبرى.
والناظر فيما تنشر المجلات والجرائد يجد أرقاما مذهلة، من أجو ر تدفع
لقاء انتقال لاعب من فريق إلى اخر، قد تصل إلى عشرات الملايين، فضلا عن
(1) "معالم القربة " (265).
(2) ينبغي أن تحسب هذه الأوقات وفق العلاقة التالية: (الوقت الضائع - مدة
المباراة * عدد المشاهدين)، فتظهر لك الساعات المهدورة من وقت الأمة، وهذه
الساعات - في حياة المسلمين - هي ساعات تأخرهم، وتقهقرهم، وتأخر نصر الله عنهم،
إذا هو قريب منهم، ولكنهم يبعدون عنه بمقدار ما يمكنهم القرب منه في هذه المدة، ولا
حول ولا قوة. إلا بالله.

الصفحة 169