كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف
171 -
(الحسناوات) على (شاشات التلفاز) كدعاية للجهة التي تغطي نفقات (البث)
أو غيرها، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
سابعا: ثم إن مسابقات كرة القدم، أصبحت وسيلة لقلب الموازين،
حيث اصبح البطل في هذا الزمان هو لاعب الكرة، لا المجاهد المدافع عن
كرامة الأمة وعزتها، بالإضافة إلى بذل الأموال الضخمة للاعبين، والإسلام
لا يقر قلب الموازن، بل يعرف لكل إنسان قيمته، بلا إفراط ولا تفريط.
ومن العجب أن اللعب ب (الكرة) قد جعل في زماننا من الفنون!! التي
تدرس في المدارس، ويعتنى بتعلمه وتعليمه أعظم مما يعتنى بتعلم القران،
والعلم النافع، وتعليمهما.
وهذا دليل على اشتداد غربة الإسلام في هذا الزمان، ونقص العلم فيه
وظهور الجهل بما بعث الله به رسوله محمدأ! يو، حتى عاد المعروف عند
الأكثرين منكرأ، والمنكر معروفا، والسنة بدعة، والبدعة سنة، وهذا من
مصداق ما أخرجه الشيخان عن أنس مرفوعا: "إن من أشراط الساعة ا ن
يرفع العلم، ويظهر الجهل " (1).
واللعب بالكرة والعناية بها- على النحو الذي نراه - من ظهور الجهل
بلا شك عند من عقل عن الله ورسوله! م! و، وما أشبه المفتونين المهووسين
بالكرة بالذين قال الله -تعالى- فيهم: (وذر آلذيى آتخذوأ دينهم لعبا
ولقوا وغرتهو آ لحيوة آ لدنيآ! 1 الانعام: 0 17.
(1) أخرجه البخاري في "الصحيح" رقم (81،85، 7808،5577،5231)،
ومسلم في "الصحيح" رقم (2671).