كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

- 172

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "إن العلوم المفضولة إذا زاحمت العلوم
الفاضلة، وأضعفتها؟ ف! نها تحرم ".
ف! ذا كان الأمر هكذا في العلوم المفضولة مع العلوم الفاضلة، فكيف
باللعب بالكرة إذا زاحم العلوم الفاضلة وأضعفها، كما هو الواقع في زماننا،
مع أن اللعب بالكرة ليس بعلم؟ إنما هو لهو ومرح!!
ثامنا: دخول المراهنات وانتشارها على مباريات كرة القدم في كل أقطار
أوروبا، وكل قطر فيه فرق، يلعب بعضها مع البعض الاخر، اسبوعيا ا و
شهريا حسب الاتفاق.
وهكذا تكون المقامرة قد دخلت كرة القدم، وجعلتها رياضة حراما،
بعد ان كانت جائزة مستحبة.
وعلق علماء الاجتماع الغربيون على ظاهرة مراهنات كرة القدم، وما
تؤدي إليه من احداث شغب وعنف في الملاعب، بأنها تعبير عن فراغ حاد،
يعيشه إنسان القرن العشرين، بعد ان طغت المادة عليه، وجعلت قيمة الكسب
هي القيمة الأساسية في حياته، يجب ان تتحقق بأي ثمن، وأضافوا بأن المبدا
الأخلاقي الأساسي الذي بنيت عليه الرياضة - وهو تشجيع الفائز وتمني الحظ
السعيد للمهزوم في مباراة قادمة - قد انتهى اساسا من القاموس الرياضي؟
ليحل محله تبادل الشتائم، وقذف الطوب والكراسي، وضرب حكام المباريات
وحاملي الرايات.
اما خبراء التربية الرياضية البريطانيون؟ فقد طالبوا - اكثر من مرة-
بضرورة العدول عن نظام المراهنات، وإلغائه، حتى يمكن القضاء على
احداث الشغب، التي اصبحت سمة ظاهرة في الملاعب البريطانية، ولم تعد
مباراة واحدة تمر دون مصاب "ا. هـ.
3/ 165 ا- حسن ظن الأب بأبنائه.

الصفحة 172