كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

173 -
قال القاسمي:
"خوفه عليه من عدوه الذئب إذا غفلوا عنه برعيهم ولعبهم، أو قل به
اهتمامهم، ولم تصدق بحفظه عنايتهم " (1).
3/ 166 ا- من استرعاه الله رعية ينبغي أن يحافظ علي! ا.
قال القرطي:
"أي: في حفظنا أغنامنا؟ أي: إذا كنا لا نقدر على دفع الذئب عن أخينا؟
فنحن أعجز أن ندفعه عن أغنامنا" (2).
على الراعي أن يكون قادرأ على دفع الذئب عن الغنم وهذا أقل ما
يجب عليه؟ وكذلك على الحاكم المسلم أن يحافظ على رعيته؟ كما يحافظ
الراعي على غنمه وأشد.
كتب عمر بن عبد العزيز- رضي الله عنه- لما ولي الخلافة، إلى الحسن
البصري أن يكتب إليه بصفة الإمام العادل، فكتب إليه الحس! ن، -رحمه الله-:
"اعلم يا أمير المؤمنين: أن الله جعل العادل قوام كل مائل، وقصد كل جائر،
وصلاح كل فاسد، وقوة كل ضعيف، ونصفة كل مظلوم، ومفزع كل
ملهوف.
والإمام العدل، يا أمير المؤمنين؟ كالراعي الشفيق على إبلة، والرفيق
بها، الذي يرتاد لها أطيب المراعي، ويحميها من السباع، ويكنها من أذى الحر
والقر.
والإمام العدل، يا أمير المؤمنين؟ كالأب الحاني على ولده، يسعى لهم
(1) "محاسن التأويل " (6/ 1 5 2).
(2) "الجامع لأحكام القرآن " (9/ 141).

الصفحة 173