كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

صغارأ، ويعلمهم كبارأ، يكتسب لهم في حياته، ويدخر لهم بعد مماته.
والإمام العدل، يا امير المؤمنين؟ كالأم الشفيقة البرة الرفيقة بولدها،
حملته كرهأ، ووضعته كرهأ، وربته طفلأ، تسهر بسهره وتسكن بسكونه،
ترضعه تارة وتفطمه اخرى، وتفرح بعافيته، وتغتم بشكايته.
والإمام العدل، يا امير المؤمنين، وصي اليتامى، وخازن المساكين، يربي
صغيرهم، ويمون كبيرهم.
والإمام العدل، يا امير المؤمنين؟ كالقلب بين الجوارح، تصلح الجوارح
بصلاحه، وتفسد بفساده.
والإمام العدل، يا امير المؤمنين، هو القائم بين الله وبين عباده، يسمع
كلام الله وشممعهم، وينظر إلمما الله ويريهم، وينقاد إلمما الله ويقودهم (1).
3/ 167 ا- العالم يعرف الجاهل؟ لأنه كان قبل علمه جاهلأ، والجاهل لا
يعرف العالم اذ لم يكن قبل جهله عالمأ.
قال العلمي:
"ضلل ابناء يعقوب العشرة اباهم؟ لأنهم لم يكونوا يعلمون علمه.
ولكن اباهم قال لهم: (وأغلم مى آدله ما لا تغلموت! كيف لا؟
وقد تثد صحة منامي ولده، وعلم فيه من النه ما علم من اجتبائه وتعليمه
لىتمام نعمته عليه، وشيء من هذا لم يصل مضمونه عند إخوته المما درجة
العلم.
لو كنت تعلم ما أقول عذرتني
أو كنت أجهل ما تقول عذرتكا
(1) "العقد الفريد" (1/ 34).

الصفحة 174