كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

- 176

فنرى أن أم موسى بعدما نهاها الله عن الخوف والحزن، وطمأنها
بكلامه، خافت وحزنت؟ وذلك لأن الخوف والحزن أمر طبيعيي يطرأ على
الإنسان قسرأ، من حيث لا يشعر، ولا يكون له فيه اختيار.
وقال -تعالى-: (ويسبح ا لرغد بحقدمه واتملبهك! من خيفت!!
أ الرعد:3 ا أ؟ فالملائكة عباد مكرمون: ا لا يعصون الله ما أمرهتم ويفعلون ما
يومرون!) ا التحريغ:16، وهم معصومون، ومن العذاب قطعأ امنون؟
لدخولهم دخولا" أوليأ في قوله تعالى -: (الدين ءامنوا ولويقبسوا إيمنهص
بظق! أوثبك لهم آلأمن! 1 الأنعام:182 ومع كل هذا فهم (يخافون ربهم من
فوقهؤ) ا النحل: 0 5 1.
وقال -تعالى- لموسى -عليه السلام -: (وألق عصاك فلما رءاها تهتز
صأنها جآن ولئ مدبرا ول! يعق! ت يموسى لا تخ! إنى لا يخاف لدى
اتمرسلون!! ا النمل:. ا ا؟ فموسى بعد أن رأى عصاه قد قلبت حية خاف
وهو بحضرة الله، وانما ألقاها بأمر الله؟ فهرب ممتلئأ ذعرأ؟ فهذا الخوف أمر
طبيعي يعتري المخلوق مع اعتقاده بعدم تأثير ما يخافه؟ فالاعتقاد شيء، وطبع
المخلوق شيء اخر.
وقال لموسى: (سنشا عضدك بأخيك ونجعل لكما سقطنا فلا
يصلون! لتكمأ ئايتنآ أنتما ومن اتبعكما ا تقلبون!! ا القصص:135، ثم
قال عن السحرة لما قالوا: (إما أن تققى واما أن نكون أول من ألقئ! -إلى
قوله -: (فأؤجس فى نفس! خيف! موسى! ققنا لا تخ! إنك أنت
الأغلئ!) اطه: ه 6 - 168؟ فهذا رسول الله وكليمه، كان قد أخبره الله - عز

الصفحة 176