كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

181 -
مرور الكرام، وجعلوه دبر اذانهم. ولماذا؟ لأنه سبب حسدهم له، وهو الذي
يغيظهم، فأعاروه اذانا صماء ولم يعبأوا به، بل سكتوا عنه؟ كأنهم لم يسمعوه،
وهذا السكوت يسمى بلسان رجال الحكومات اليوم "التهرب السياسي ".
والملاحظة الثانية: أبوهم إنما قال (وأنت! عنه غفلون!، وفي هذه الحال
يمكن "للذئب" أن يأكله ولو كانوا مئة عصبة وعصبة، إذ ربما الجيش الغفير
بتمامه في حال الغفلة لا يدفع عادية الهاجمين، كما أنه بالعكس في حال اليقظة
والحيطة ربما إنسان واحد يقدر أن يدفع ذلك، هكذا أراد أبوهم، وهكذا
يقتضي المنطق والعقل، ولكن أولاده أدخلوا عليه "المغالطة الجدلية " في
جوابهم " (1).
4/ 177 ا- النبوة والعلم والتقوى لا تنال بالوراثة.
قال العلمي:
"إنه لا يلزم أن يكون ابن الني نبيا، بل ولا يقتضي أن يكون ابن الني
تقيا، ولكنه قد يتفق اتفاقا" (2).
14/ 178 - الكثرة مؤثرة.
قال العلمي:
"هذا هو المعنى الروحي الذي كا يؤول إليه كلامهم في جوابهم لأبيهم،
وسببه: أنهم لما سمعوا جواب أبيهم السلي ثارت فيهم الحمية، وأوغلوا في
إشارات الاستغراب، وقد تلونت وجوههم بلون التعجب، وتذمروا من
جواب أبيهم واستهجنوه، واستنكروه، واستكبروه، واستعظموه؟ فاستنصروا
(1) "مؤتمر تفسير سورة يوسف " (1/ 343).
(2) المرجع السابق (1/ 254).

الصفحة 181