كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف
185 -
(فلما ذهبوا ب! وأجمعوا أن يجعلوه فى كيبت الجب وأوحتنا إليه
لتنبئنهص بأمرهتم هذا وهم لا يشعرون ؤما ا!.
5/ 183 ا- لطف الله بيوسف، وإكرامه له بإعلامه إياه أنه سينبئ إخوته
بفعلتهم.
قال ابن كثير:
"يقول -تعالى- ذاكرأ لطفه ورحمته وإنزاله اليسر في حال العسر إنه
أوحي إلى يوسف في ذلك الحال الضيق تطييبا لقلبه، وتثبيتا له؟ إنك لا تحزن
مما أنت فيه؟ ف! ن لك من ذلك فرجا حسنا، وسينصرك الله عليهم، ويعليك،
ويرفع درجتك، وستخبرهم بما فعلوا معك من هذا الصنيع " (1).
قال السعدي:
"لما ذهب إخوة يوسف بعد ما أذن له أبوه، وعزموا أن يجعلوه في غيابت
الجب؟ كما قال قائلهم السابق ذكره، وكانوا قادرين على ما أجمعوا عليه؟
فنفذوا فيه قدرتهم، وألقوه في الجب، ثم أن الله لطف به، بأن أوحى إليه
بتلك الحال الحرجة " (2).
قلنا: في هذه الآية يتجلى لطف الله بعباده حيث تتحول المحنة إلى منحة؟
فقد أنزله إخوته إلى الدرك الأسفل من غيابه الجب ولسان حالهم يقول: خذها
يا صاحب الأحلام؟ لأننا سنقضي على آمالك وأنت غلام، ونعرز في قلب
أبيك السهام .. إنها فعلة قوم لئام.
وما أصدق فيهم مع أخيهم قول القائل:
(1) "مختصر تفسير ابن كثير" (243/ 2).
(2) "تيسير الكريم الرحمن " (ص ه 35).