كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

- 186

ألا إن إخواني الذين عهدتم
أفاعي رمال لا تقصر عن السعي
ظننت جمهم خيرا فلما بلوتهم
نزلت بواد منهم كير ذي زرع
وعند ذلك اوحى الله إليه ا لتنبئنهوبأقرهتم هدا! حينما تكون في
مصر قد رفعك الله فتربعت على عرشها وملكت خزائنها واطاعك اهلها
وإخوانك ماثلون امامك (وهتم لا يشعرون! انك يوسف لعلو شأنك،
وذلك قول يوسف -عليه السلام - لهم (هل علقتم ما فعلتم بيوسف وأخيه
إذ أنتؤبخهلوت!؟ فلما اوحى الله إليه ذلك اطمأن قلبه، وسكن روعه،
وهدا باله، وعلم انه يصنع على عين مولاه .. ولسان حاله يقول:
دع الأمور تحري في مجاريها
ولا تبيق إلا خالى البال
فبين طرفة عين وانقباضها
يغير الله من حال الى حال
قال احمد نوفل:
"وتأمل هذه الأية لطف الله -عز وجل-، كيف يبتلي عباده ولكنه
لطيف بهم.
وقد يقال: أليس كمال اللطف عدم الابتلاء3
والجواب الاكلاني والعقلي معا: لا؟ لأن الخلق مخلوقون لحكمة الابتلاء،
ولولا البلاء والابتلاء لتأسنت الحياة، ولما عرف المتقدم من المتأخر والسابق
من المبطيء، والجاهد الصابر من القاعد المتخلف المتخوف، فالحياة والابتلاء

الصفحة 186