كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف
189 -
"وجملة ا لتنبئنهص بأمرهتم هذا! بيان لجملة (وأؤحتنا!، وأكدت
باللام ونون التوكيد لتحقيق مضمونها سواء كان المراد منها الإخبار عن
المستقبل، أو الأمر في الحال.
فعلى الأول: فهذا الوحي يحتمل أن يكون إلهاما ألقاه الله في نفس
يوسف -عليه السلام - حين كيدهم له.
ويحتمل أنه وحي بواسطة الملك؟ إرهاصا ليوسف حليه السلام - قبل
النبوة رحمة من الله؟ ليزيل عنه كربه؟ فأعلمه بما يدله على أن الله سيخلصه من
هذه المصيبة، وتكون له العاقبة على الذين كادوا له، وإيذان بأنه سيانسه في
وحشة الجب، بالوحي والبشارة، وبأنه سينبئ في المستقبل إخوته بما فعلوا
معه؟ كما تؤذن به نون التوكيد إذا اقترنت بالجملة الخبرية، وذلك يستلزم
نجاته وتمكنه من إخوته؟ لأن الأنباء بذلك لا يكون إلا في حالة تمكن منهم،
وأمن من شرهم " (1).
5/ 186 ا- الوحي قد لا يشعر به أحد.
قال السمرقندي:
"ا لتنئئنهو بأمرهم هذا وهم لا يشعرون! أن الله أوحى إليه وهم لا
يعرفون ".
5/ 187 ا- الإجماع لا يكون إلا باجتماع الدواعي (2).
قال البقاعي:
(1) "ا لتحرير وا لتنوير" (2 1/ 4 3 2).
(2) "تفسير السمرقندي " (2/ 4 15).