كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف
-190
"أ!: كلهم، وأجمع كل واحد منهم؟ بأن عزم عزما صادقا، والاجماع
على الفعل العزم عليه باجتماع الدواعي كلها" (1).
5/ 188 ا- الأنبياء يحكمون بالظاهر.
قال العلمي:
"لم يزل الاخوة العشرة يراجعون أباهم، ولم يألوا جهدا في استنزاله
على إرادتهم، حتى أحرجوه؟ فانصاع إليهم، وانساق لمشيئتهم، ونزل على
حكمهم ظنا منه أن ظواهرها مراة لبواطنهم، فاسترسل إليهم استرسالا
وأرسل يوسف معهم إرسالا
جرت حيلتهم هذه عليه من فضلة وعلمه ...
مشت حيلتهم على أبيهم، وجاز عليه كذبهم؟ لأن الأنبياء ليسوا
معصومين من ئصديق الكاذبين؟ فتصديق الكاذب لا يعد ذنبا، وقد ثبت أ ن
البي! كان يصدق بعض ما يفتريه المنافقون، حتى يخبره الله بما كان من
المصلحة اخباره به منه؟ كما وقع في غزوة تبوك وغيرها، وكما صدق بعض
أزواجه في القصة المشار إليها في سورة التحريم حتى أخبره الله -تعالى- به
وبأن من اسر إليها الحديث افشته، وقد ئردد في حديث أهل الافك، وضاق
صدره به زمنا، حتى نزلت عليه ايات البراءة المكذبة لهم في سورة النور.
وفي صحيح البخاري (2): "إنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم أن يكون
ألحن عجته من بعض، وانما أفضي بنحو مما أسمع، فمن قضيت له من حق
أخيه؟ فلا يأخذه؟ ف! نما أفطع له من النار".
(1) "نظم الدرر" (4/ 16)، وانظر- غير مأمور- "فتح البيان)، (3/ 393)
(1) (5/ 07 ا -فتح).