كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

91 1 -
نعم، الأنبياء معصومون من التقرير على باطل، وذلك يتوقف على
تحقق البطلان، ولا يكفي فيه عدم تحقق الصحة، على أنه إهذا القول الذي
صدر من أبناء يعقوب ليس هو من قبيل الإخبار الحض، حتى يوصف
بالكذب، وإنما هو من قبيل الوعد لأبيهم بالنصح لأخيهم وحفظه، وعدأ مبنيا
على الرجاء والأمل، وإذأ؟ فلا يوصف بالكذب،) (1).
قلنا: فالأنبياء يحكمون بالظاهر ويكلون سرائر العباد إلى رب العباد،
"وقد اشتهر بين الأصوليين والفقهاء أن حديث: "أمرت أن أحكم بالظاهر
والله يتولى السرائر"، على أنه مرفوع، وممن ذكر ذلك:
ا- أبو بكر بن العربي في "أحكام القرآن " (143/ 1):
"ف! ن قيل: هذا يعارضه قوله! م! و: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا
لا إله إلا الله ".
وفي رواية: "إنما أمرت بالظاهر، والله يتولى السرائر".
2 - القاضي عياض في "ترتيب المدارك،) (1/ 1 0 1):
"ومحال تغيير حكم البشر في الباطن حكم الله -تعالى- وحكمته لقوله
عليه السلام: "إنا معشر الأنبياء إنما نحكم بالظاهر، والله يتولى السرائر"،
ويروي: "والله يتولى البواطن ".
وفي رواية: "إنما أمرت أن أحكم بالظاهر، والله يتولى السرائر".
3 - ناصر الدين البيضاوي قي "منهاج الوصول إلى معرفة علم الأصول "
(ص ه 24).
(1) "مؤتمر تفسير سورة يوسف،، (1/ 348 - 349).

الصفحة 191