كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

193 -
قلنا: هو من كلام الإمام الشافعي في "الأم" (1)؟ كما نبه عليه الحافظ ابن
حجر- رحمه الله تعالى - في "موافقة الخبر الخبر" (ق 42/ 1) فقال:
"رأيت في "الأم" للشافعي بعد أن أخرج حديث أم سلمة -رضي الله
عنها-؟ فأخبر أنه إنما يحكم بالظاهر، وإن أمر السرائر إلى الله، فظن بعض من
رأى كلامه: أن هذا حديث آخر، وإنما هو كلام الشافعي استنبطه من الحديث
الآخر".
وقال ابن كثير رحمه الله في "تحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن
الجاجب" (ص 174):
"هذا الحديث كثيرأ ما يلهج به أهل الأصول، ولم أقف له على سند،
وسألت عنه الحافظ أبا الحجاج المزي؟ فلم يعرفه ".
وقال الحافظ العراقي في "تخريج أحاديث مختصر المنهاج في أصول
الفقه " (78):
"لا أصل له، وسئل عنه المزي؟ فأنكره ".
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في "التلخيص الحبير" (4/ 192):
"هذا الحديث استنكره المزي فيما حكاه ابن كثير عنه في "أدلة
التنبيه " ... وقد ثبت في "تخريج أحاديث المنهاج " للبيضاوي سبب وقوع الوهم
من الفقهاء في جعلهم هذا حديثأ مرفوعأ، وأن الشافعي قال في كلام له: وقد
أمر الله نبيه بالظاهر، والله يتولى السرائر، وكذا قال ابن عبد البر في "التمهيد":
أجمعوا أن أحكام الدنيا على الظاهر، وأن أمر السرائر إلى الله.
(1) ونسبه السيوطي في "الدرر المتناثرة " (ص 52) للشافعي في "الرسالة".

الصفحة 193