كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

209 -
مقدمات تخالف بيان الله ورسوله، فإنها تكون ضلالا، ولهذا تكلم احمد في
رسالته المعروفة في الرد على من يتمسك بما يظهر له من القرآن من غير
استدلال ببيان الرسول والصحابة والتابعين، وكذلك ذكر في رسالته إلى ابي
عبد الرحمن الجرجاني في الرد على المرجئة، وهذه طريقة سائر أئمة المسلمين،
لا يعدلون عن بيان الرسول إذا وجدوا إلى ذلك سبيلا، ومن عدل عن
سبيلهم وقع في البدع التي مضمونها أنه يقول على الله ورسوله، ما لا يعلم،
او غير الحق، وهذا مما حرمه الله ورسوله، وقال تعالى في الشيطان: (إنما
يآمر- بالسموء والفخشاء وأن تقولوا على آدله ما لا تغلمون ؤ-!
1 البقرة:169 ا. وقال تعالى: (ألو ئوخذ عليهم ميثق آ تكتت أن لا يقولوا على
آدله إلا آلحق! 1 الأعراف:169 ا. وهذا من تفسير القرآن بالرأي الذي جاء فيه.
الحديث: "من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار" (1).
مثال ذلك: أن المرجئة لما عدلوا عن معرفة كلام الله ورسوله، أخذوا
يتكلمون في مسمى الإيمان والإسلام وغيرهما بطرق ابتدعوها، مثل ا ن
يقولوا: الإيمان في اللغة: هو التصديق، والرسول إنما خاطب الناس بلغة
العرب لم يغيرها، فيكون مراده بالإيمان التصديق، ثم قالو ا: والتصديق إنما
يكون بالقلب واللسان، أو بالقلب، فالأعمال ليست من الايمان، ثم عمدتهم
(1) ضعيف - أخرجه الترمذي (2951)، وأحمد (1/ 269 و 293 و 323 و 327)،
وابن أبي شيبة في "المصنف" (8/ 763)،والدارمي (رقم 232)، وأبو يعلى
(2338 وا 272) وكيرهم كثير من حديث عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- بسند
ضعيف؟ كما فصله شيخنا العلامة الالباني -رحمه الله -في "الضعيفة" (1783).

الصفحة 209