كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف
21 -
وههنا مسألتان:
إحداهما: ترجمة القرآن إلى لغة اعجمية؟ اي: التعبير عن معانيه بألفاظ
اعجمية، يفهمها الاعجمي دون العربي.
والثانية: كتابة القرآن العربي، محروف غير عربية.
وكلا المسألتين غير جائز، نعم إن المنع هو فيما إذا ترجم القرآن،
وحسبت الترجمة قرآنا، وأما إذا ترجم بقصد جعله وسيلة للدعوة إلى
الإسلام، او بقصد إفهام من لم يمكنه تعلم اللغة العربية، فلا بأس بذلك.
قال ابن تيمية في كتابه: "العقل والنقل ": "وأما مخاطبة اهل الاصطلاح
باصطلاحهم ولغتهم؟ فليس! بمكروه إذا احتيج إلى ذلك وكانت المعاني
صحيحة، كمخاطبة العجم من الروم والفرس والترك بلغتهم وعرفهم، فإن
هذا جائز حسن للحاجة، وإنما كرهه الأئمة إذا لم تحتج إليه، ولهذا قال الني
يك! لأم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص - وكانت صغيرة ولدت بأرض
- الإسلامية الغى اللغة العربية جملة وتفصيلا بل إن اللغة التركية التي كانت تكتب
بالحروف العربية استبدلها بالحروف اللاتينية تنفيذا لرغبات أسياده الذي ضخموه
وفخموه وحموه حيأ وميتأ، فلقد سن رفيقه وخليفته "عصمت اينونو" قوانين مجرس بها
نظامه؟ فلا يستطيع أحد في تركيا أن يجهر بانتقاد أتاتورك وكشف مخازيه وفضائحه التي
بقيت سرا لأكثر من نصف قرن ... لكن النه أبى إلا أن يفضح من عصاه، ومن يرد الله
أن يفضحه لا يستره شيء، ولا يحميه أحد؟ فلقد قام طبيب أتاتورك الخاص (رضا نور)
-وهو الذي لازمه مدة حكمه -؟ فكتب أربعة مجلدات: كتبها في الإسكندرية، وأكملها
في لندن، وأوصى بنشرها بعد موته: روى فيها فضائحه، وكشف مخازيه التي يخزى منها
كل إنسان حيئ الضمير وذي عقل مستنير، ووضح أبعاد المؤامرة الصليبية اليهودية على
الإسلام، وأن أتاتورك حفيد يهود الدونمة الذين فروا من مذابح التفتيش في الأندلس.