كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف
-214
وأما المقدمة الثانية؟ فيقال: إنه إذا فرض انه مرادف للتصديق، فقولهم:
إن التصديق لا يكون إلا بالقلب او باللسان، عنه جوابان:
أحدهما: المنع، بل الأفعال تسمى تصديقا؟ كما ثبت في "الصحيح"
عن اليي! أنه قال: "العينان تزنيان وزناهما النظر، والأذن تزني وزناهما
السمع، واليد تزني وزناها البطش، والرجل تزني وزناها المشي، والقلب
يتمنى ذلك ويشتهي، والفرج يصدق ذملك أو يكذبه " (1).
وكذلك قال أهل اللغة وطوائف من السلف والخلف:
قال الجوهري:
والصديق مثال الفسيق: الدائم التصديق، ويكون الذي يصدق قوله
بالعمل.
وقال الحسن البصري:
ليس ال!! كان بالتحلي ولا بالتمني، ولكنه ما وقر في القلوب، وصدقته
الأعمال.
وهذا مشهور عن الحسن يروي عنه من غير وجه، كما رواه عباس
الدوري، حدثنا حجاج، حدثنا ابو عبيدة الناجي، عن الحسن قال: "ليس!
الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلب وصدقته الأعمال، من
قال حسنا وعمل غير صالح، رد النه عليه قوله، ومن قال حسنا وعمل
صالحا، رفعه العمل، ذلك بأن الله يقول: (إلته يضعد ا تكل! ا لطيب وا لعمل
الصنح تزفعه! أفاطر:. ا ا".
(1) أخرجه البخاري (6612)، ومسلم (2657/ 21) من حديث أبي هريرة -
رضي الله عنه-.