كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

215 -
رواه ابن بطة من الوجهين (1).
وقوله: ليس الإيمال بالتمني -يعني: الكلام - وقوله: بالتحلي، يعني: ا ن
يصير حلية ظاهرة له، فيظهره من غ! ير حقيقة من قلبه، ومعناه ليس هو ما
يظهر من القول، ولا من الحلية الظاهرة، ولكن ما وقر في القلب وصدقته
الأعمال، فالعمل يصدق أن في القلب إيمانا، وإذا لم يكن عمل، كذب ان في
قلبه إيمانا، لأن ما في القلب مستلزم للعمل الظاهر، وانتفاء اللازم يدل على
انتفاء الملزوم.
وقد روى محمد بن نصر المروزي باسناده (2): ان عبد الملك بن مروان،
كتب إلى سعيد بن جبير يسأله عن هذه المسائل، فأجابه عنها:
سألت عن الإيمان، فالإيمان: هو التصديق، ان يصدق العبد بالله
وملائكته، وما أنزل الله من كتاب، وما ارسل من رسول، وباليوم الآخر.
وسألت عن التصديق، والتصديق: ان يعمل العبد بما صدق به من
القران، وما ضعف عن شيء منه وفرط فيه، عرف انه ذنب، واستغفر الله
وتاب منه، ولم يصر عليه، فذلك هو التصديق.
وتسأل عن الدين، فالدين: هو العبادة، ف! نك لن تجد رجلأ من اهل
دين يترك عبادة أهل دينه، ثم لا يدخل في دين اخر إلا صار! لا دين له.
وتسأل عن العبادة، والعبادة هي الطاعة، وذلك انه من اطاع 7 الله فيما
أمره به وفيما نهاه عنه، فقد اتم عبادة الله، ومن أطاع الشيطان في دينه وعمله،
فقد عبد الشيطان، الم تر ان الله قال للذين فرطوا: (هأل! أغهذ إليصم يبنى
(1) في "الإبانة الكبرى " (853/ 2/ 090 اوه 093/ 80 او 094 1).
(2) في "تعظيم قدر الصلاة " (346/ 1 - 347/ 345) بسند ضعيف؟ فيه علل.

الصفحة 215