كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

-216

ءادم أت لا تعبدوا الشتطن! أيس:.6 أ صانما كانت عبادتهم الشيطان أنهم
أطاعوه في دينهم ...
وقال اسد بن موسى: حدثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، حدثنا
حسان بن عطية: قال: الإيمان في كتاب الله صار إلى العمل، قال الله -تعالى-:
(إنما اتمومنوت الذين إذا ذصر الله وجلت قلوبهم! 1 الأنفال:12، ثم صيرهم
إلى العمل فقال: (الذين يو! منون باتغيب ويقيمون الصلوة ومما رزقنهتم
ينفقون!! ا البقرة:3 ا قال: وسمعت الأوزاعي يقول: قال الله -تعالى-:
(فإن تابوا وأقاموا الصلوة وءاتوا الزصوة فإخونكتم فى الدين! 1 التوبة: ا 1 1
والإيمان بالله باللسان، والتصديق به العمل.
وقال معمر عن الزهري: كنا نقول: الإسلام بالإقرار، والإيمان بالعمل،
والإيمان: قول وعمل قرينان، لا ينفع أحدهما إلا بالاخر، وما من أحد إلا
يوزن قوله وعمله، ف! ن كان عمله أوزن من قوله صعد إلى الله، وان كان
كلامه أوزن من عمله لم يصعد إلى الله.
ورواه أبو عمر الطلمنكي ب! سناده المعروف.
وقال معاوية بن عمرو: عن أبي إسحاق الفزاري، عن الأوزاعي قال:
لا يستقيم الإيمان إلا بالقول، ولا يستقيم الإيمان والقول إلا بالعمل، ولا
يستقيم الإيمان والقول والعمل إلا بنية موافقة للسنة.
وكان من مضى من سلفنا، لا يفرقون بين الإيمان والعمل، العمل من
الإيمان والإيمان من العمل، وإنما الإيمان اسم يجمع كما يجمع هذه الأديان
اسمها، ويصدقه العمل، فمن امن بلسانه، وعرف بقلبه، وصدق بعمله؟ فتلك
العروة الوثقى التي لا انفصام لها، ومن قال بلسانه، ولم يعرف بقلبه، ولم
يصدق بعمله؟ كان في الآخرة من الخاسرين، وهذا معروف عن غير واحد من

الصفحة 216