كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

22
الحبشة؟ لأن أباها كان من المهاجرين إليها-: "يا أم خالد سنا" (1)، والسنا
بلسان الحبشة: الحسن؟ لأنها كانت من أهل هذه اللغة، ولذلك يترجم القران
والحديث لمن يحتاج إلى تفهمه إياه بالترجمة، وكذلك يقرأ انمسلم ما يحتاج إليه
من كتب الأمم وكلامهم بلغتهم، وقيجم بالعربية؟ كما أمر البي! ه زيد بن
ثابت أن يتعلم كتاب اليهود (2)؟ ليقرأ له، ويكتب له ذلك، حيث لم يأتمن
اليهود عليه " (3).
2/ 14 - العرب مادة الإسلام.
العرب في الأصل متى عقلوا الإسلام وفهموا القرآن أمكنهم أن ينقلوه
لغيرهم من أمم الأرض؟ ولذلك ينبغي عليهم حمله والقيام به، ف! ن عجزوا
عن ذلك؟ فغيرهم أعجز.
قال معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه-: "والله يا معشر العرب
لئن لم تقوموا بما جاء به نبيكئم!؟ لغيركم من الناس أحرى أن لا يقوم
" 4) ولذلك ف "إن من تكريم الله لهذه الأمة أن أنزل القرآن الكريم بلغة
العرب، وذلك أن اللغة العربية استوعبت المعاني والمبادىء والقيم التي جاء
بها الإسلام، فكانت نعم الوعاء لهذا الفكر () الرباني العظيم، ومن ثم كان
(1) أخرجه البخاري (5823).
(2) صحيح - كما في "السلسلة الصحيحة " لشيخنا صحمه الله- (187).
(3) "مؤتمر تفسير سورة يوسف " (1/ 99 - ه 0 1).
(4) أخرجه أبو داود (97 5 4)، وأحمد (4/ 2 0 1)، والدارمي (2/ 58 1)،
والحاكم (1/ 28 1) والآجري في "الشريعة" (ص ا 3) وغيرهم ب! سناد حسن.
(5) الفكر لا يطلق إلا على لتاج العقول البشرية، أما الإسلام؟ فدين الله ارتضاه لعباده.

الصفحة 22