كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

- 28 -
معنى أ تغقلون) تفهمون وتفقهون؟ كما في الحديث: "من يرد الله به
خيرأ يفقهه في الدين " (1)؟ فالفقه في هذا الحديث، انما هو بمعنى فهم مرامي
الكتاب العريز، والسنة النبوية ...
وعماد الدين وقوامه، هو: الاعتقاد الصحيح، ومعرفة مكارم الأخلاق،
والتحلي بمحاسن الآداب، وتطهير العقول من لوث الخرافات والأوهام، وكل
هذا يكون بالوقوف على مرامي كتاب الله؟ فهذا هو الفقه بالمعنى المعروف في
عصر النبوة والخلافة.
ليست الحكمة في انزال القرآن الحكيم، التعبد بتلاوته من غير فهم
معناه، أو لنجعله "حانوتا" نبيع منه "عذية يس"، ولا لنجعلط "صيدلية"
نكتب اياته في انية ونمحوها بالماء، ونتعاطاها لنشفى من داء كذا، ولا
ولا .. الخ (2)، بل الحكمة من انزال القرآن مبينة في نفسى القران، وهاكم
بعضها:
أولا: الهداية؟ كما قال: (اثص فى لك ا ت! تت لا رتب فيه ههى
للمتقن!! 1 البقرة: ا و 12.
ثانيا: التعقل؟ كماقال: (إنآ أنزتنه قرءاثا عربيا لعفكتم تغفلون
!) اووسف:12.
(1) أخرجه البخاري (71 و 7312)، ومسلم (037 1) (97) من حدكث معاوية
بن أبي سفيان -رضي الله عنه-.
(2) لاشك أن التداوي بالقرآن والاستشفاء به جائز شرعأ وذلك بالرقى
ال! ثرعية، وقد فصلنا ذلك تفصيلا حسنا في كتابنا "موسوعة صحيح الطب النبوي ".
وأما ما ذكره الشيخ العلمي 6 فهو خروج بالقرآن عن مقاصده، والله أعلم.

الصفحة 28